مقالات

مايسترو الرياضيات الأستاذ ” إسلام الرفاعي” الذي جمع بين التفوق الأكاديمي والخبرة العلمية على مدار 21 عامًا

في مدينة الإسكندرية، حيث يلتقي عبق التاريخ بأمواج البحر الأبيض المتوسط، سطعت نجمة في سماء التعليم لم تخفت يومًا على مدار أكثر من عقدين. إنه الأستاذ إسلام الرفاعي، الذي لُقِّب عن جدارة بـ “مايسترو الرياضيات”، لما له من لمسات خاصة ومتميزة في تدريس هذا العلم الذي يعتبره الكثيرون معقدًا، بينما جعله هو محببًا، مفهومًا، بل وممتعًا.

يحمل الأستاذ إسلام الرفاعي بكالوريوس التربية في تخصص الرياضيات، وقد واصل مشواره الأكاديمي بشغف لا يهدأ، فحصل على دبلومة مهنية في التربية، ثم دبلومة خاصة، وهو الآن في مرحلة التمهيدي لدرجة الماجستير في مناهج وطرق تدريس الرياضيات. كل هذه المؤهلات الأكاديمية لم تكن بالنسبة له مجرد ألقاب علمية، بل أدوات شحذ بها طريقته في التعليم، وطوّر بها أساليبه، ووسّع بها رؤيته.

خلال 21 سنة من الخبرة، إستطاع أن يكوّن منهجًا خاصًا في تدريسه للرياضيات، يعتمد فيه على التبسيط دون تسطيح، والربط بين القوانين والمواقف الحياتية، وتحفيز التفكير النقدي والمنطقي لدى طلابه، وهو ما جعله محبوبًا من مختلف الأعمار والمراحل التعليمية. وقد لا يمر عام دراسي إلا وكان أحد طلابه ضمن أوائل المدرسة أو الإدارة التعليمية، وذلك بشهادة الجميع.

عمل الأستاذ إسلام في عدد من المدارس الحكومية والخاصة بمحافظة الإسكندرية، حيث عُرف عنه الحزم المقترن بالحنو، والجدية التي لا تخلو من المرح. يحمل في شخصيته مزيجًا من القائد والمعلم والأب، ولذلك لم يكن مستغربًا أن يطلق عليه طلابه لقب “المايسترو”، فهو لا يدرّس الرياضيات فحسب، بل يقود “أوركسترا من العقول” نحو التفوق، ويحوّل الأرقام والمعادلات إلى سيمفونية تعليمية تنبض بالحياة.

في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها التعليم في مصر والعالم، حرص على مواكبة التطور الرقمي والتقني، فدمج التكنولوجيا في شرحه، وأنشأ مجموعات تعليمية عبر الإنترنت لمساعدة طلابه، سواء في المدرسة أو خارجها. وقد أثنى أولياء الأمور مرارًا على مدى استجابته السريعة، وتفاعله الدائم، وحرصه الحقيقي على مصلحة كل طالب مهما كان مستواه.

ما يميزة ليس فقط علمه الغزير، ولا خبرته الطويلة، بل شغفه الصادق، وروحه المتجددة، وعطاؤه المستمر، وكأنه يبدأ عامه الأول في التدريس كل عام من جديد. لا يشعر بالرتابة، بل يتجدد حماسه مع كل درس وكل فكرة، ولا يرى في التكرار عبئًا، بل فرصة لتقديم الأفضل.

ورغم مسيرته الممتدة، لا يزال الأستاذ إسلام يؤمن أن “أفضل معلم هو من يظل طالبًا طوال حياته”، ولهذا يحرص على حضور ورش العمل والدورات التدريبية، والمشاركة في مناقشات تربوية وأكاديمية تعزز من قدرته على العطاء. ويطمح في المستقبل القريب إلى استكمال رسالته العلمية بالحصول على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه، ليضيف بذلك بُعدًا أكاديميًا جديدًا إلى رحلته العملية الرائدة.

ولأن العلم لا يتوقف، فإن طموحات “المايسترو” لا تعرف الحدود. فهو يحلم بإطلاق منصة إلكترونية متخصصة لتبسيط الرياضيات للمرحلة الإعدادية والثانوية، تكون بمثابة مرجع للطلاب والمعلمين في مصر والعالم العربي.

في زمن كثر فيه التحدي التعليمي، يظل الأستاذ إسلام الرفاعي نموذجًا للمعلم الذي لا تهابه الصعاب، ولا يثنيه الوقت، ولا تنطفئ شعلته. هو المعلم الذي إذا ذُكر التعليم الجاد، والإخلاص في الأداء، والبصمة التي لا تُنسى… يُذكر اسمه بكل فخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى