مقالات

محمد لاشين.. نجم الفيزياء الصاعد بين قاعات التعليم ومراكز التطوير العلمي

وسط كوكبة من الكفاءات العلمية الشابة التي تضيء سماء التعليم في مصر، يبرز إسم الأستاذ محمد لاشين، ابن محافظة الجيزة، كأحد الوجوه الواعدة في مجال تدريس الفيزياء، وصاحب بصمة مؤثرة في تطوير المحتوى العلمي من خلال عمله كخبير علمي في شركة GPS، المسؤولة عن إعداد أشهر الكتب التعليمية في مصر، مثل كتاب المعاصر والامتحان.

 

ولد الأستاذ محمد ونشأ في بيئة علمية اتسمت بالجد والاجتهاد، حيث كانت الأسرة دائمًا ما تحفزه على التفوق والبحث عن التميز في كل خطوة يخطوها. وبعد اجتيازه المرحلة الثانوية بتفوق، التحق بكلية العلوم والتربية، ليجمع بين التخصص العلمي والبعد التربوي، وهو ما أهّله لفهم أعمق لطبيعة الطالب، وطرق إيصال المعلومة إليه بأبسط الأساليب وأكثرها فعالية.

لم يقف لاشين عند حدود البكالوريوس، بل واصل رحلة البحث العلمي، فحصل على دبلوم مهني ودبلوم خاص في التربية، ليُرسّخ قاعدة معرفية متينة، مزجت بين الجانب النظري والتطبيقي في المجال التعليمي. حاليًا، يواصل مشواره الأكاديمي كـ باحث ماجستير في جامعة عين شمس، ضمن برنامج التمهيدي ماجستير في مجال الفيزياء التربوية، حيث يعمل على أبحاث تهدف إلى تطوير مناهج الفيزياء بما يتوافق مع مهارات القرن الحادي والعشرين، وتوظيف التكنولوجيا في تبسيط المفاهيم الفيزيائية المعقدة.

يعرفه طلابه بأنه ليس مجرد “مدرس فيزياء”، بل هو قدوة ونموذج حي للمعلّم الذي يحب ما يعلّمه. بأسلوبه الشيق، وقدرته على ربط الفيزياء بالحياة اليومية، استطاع أن يغيّر الصورة النمطية للفيزياء باعتبارها “مادة صعبة”، ليجعلها واحدة من أكثر المواد جذبًا للطلاب، بل ومصدرًا للإلهام والتفكير النقدي.

يستخدم في دروسه مزيجًا من الشرح العملي، والعروض التوضيحية، والأنشطة المحفزة على الابتكار، كما يحرص دائمًا على تقديم تجارب حية ومحاكاة واقعية تدمج الطالب في قلب المفهوم الفيزيائي، مما جعله محبوبًا لدى آلاف الطلبة في المدارس والمراكز التعليمية التي يعمل بها.

 

بعيدًا عن السبورة والقلم، يساهم في صناعة المحتوى العلمي على مستوى أوسع، من خلال دوره كـ خبير علمي في شركة GPS، التي تشرف على إعداد وتأليف كتب المعاصر والامتحان، أشهر الكتب الخارجية في مصر. وهنا، تبرز مهاراته الدقيقة في مراجعة وتطوير الأسئلة، وتحليل أنماط الامتحانات، ووضع تدريبات فعالة تساعد الطلاب على التأهل للتفوق في الاختبارات الرسمية.

ويؤكد لاشين أن العمل في GPS أضاف له بعدًا جديدًا في التفكير، حيث يتطلب مستوى عاليًا من الدقة، وفهمًا عميقًا للمناهج والخطط الوزارية، بالإضافة إلى متابعة مستمرة لتحديثات بنك المعرفة المصري ونماذج الاختبارات الدولية.

 

لا يكتفي محمد لاشين بالنجاحات التي حققها، بل يضع أمامه دائمًا هدفًا أكبر: تحويل مادة الفيزياء إلى تجربة تعلم ملهمة، تقوم على الاستكشاف والبحث، لا على الحفظ والتلقين. ويحلم بإطلاق منصة إلكترونية تفاعلية تساعد الطلاب في مصر والعالم العربي على تعلّم الفيزياء بطريقة حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز.

 

في كلماته للمعلمين الجدد، يوجّه لاشين نصيحة نابعة من خبرته: “لا تكن مجرد ناقل للمعلومة.. كن سببًا في تغيير حياة طالب، في إنارة طريق، في بناء حلم”.

وها هو محمد لاشين، مثال حي للمعلّم العصري، الباحث، والمطوّر، الذي يجمع بين القلم والذكاء، وبين الشغف والعلم، ليصنع فرقًا حقيقيًا في مسيرة التعليم في مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى