محمد نجاتي لموقع “بصراحة”: “أنا عشت كل دور قدمته ووالدتي هي السبب في اللي وصلتله” (خاص) – أخبار الجمهورية

يُعد الفنان محمد نجاتي واحدًا من أبرز الوجوه التي رسخت حضورها في الدراما والسينما المصرية منذ بداياته المبكرة، حيث بدأ رحلته في سن صغيرة ونجح في أن يُثبت موهبته أمام الكاميرا، مرورًا بتنوع أدواره وتطور أدواته التمثيلية.
وفي هذا الحوار يفتح محمد نجاتي قلبه لموقع “بصراحة” الإخباري ليتحدث عن كواليس أعماله الأخيرة، ورؤيته للفن كرسالة ومسؤولية.
في البداية.. ما العنصر الذي شعرت أنه يمثل تحديًا حقيقيًا بالنسبة لك من مشاركتك في مسلسل “حكيم باشا”؟
-قدمت الشخصيات الصعيدية أكتر من مرة في أعمال درامية، لكن في مسلسل “حكيم باشا” كان مبدئي الأساسي إني أعمل تركيبة وشكل جديد ومختلف، وبالفعل كان اسم الشخصية “بحر” دافعًا قويًا للاندماج معها بصدق وعمق، فالبحر بطبيعته مليء بالتناقضات، تارة هادئ وتارة أخرى ثائر وهكذا كانت الشخصية تمامًا.

ما تعليقك على الانتقادات التي تعرض لها مسلسل حكيم باشا بسبب اللهجة الصعيدي؟
-الجمهور لم ينتقد محمد نجاتي ولكنه انتقد أشخاص معينة في المسلسل، وأنا كنت في قنا والناس هناك بنفسهم أشادوا باللهجة، وفي النهاية نحن ممثلين ولا يمكن أن نعيش في كل بيئة نقدمها وجميعًا نجتهد، وليس شرط أن يكون الصعيد كله لهجة وطريقة واحده فلكل منهم شخصيته ولهجته المختلفة عن الآخر.
كيف ترى النقد للفنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
-النقد مهم للغاية لأي فنان، ولا سيما النقد السلبي؛ فعندما يخبرني أحدهم بأنني لم أكن جيدًا في نقطة معينة، حتى وإن كنت لا أرى ذلك في نفسي، فإن هذا يدفعني إلى إعادة النظر والاجتهاد أكثر لتقديم الأفضل. ولا يصح أن يتلقى الفنان عبارات إيجابية طوال الوقت، لأن ذلك يقتل الشغف ويُضعف الرغبة في التطوير؛ فالشعور بالاكتفاء من المديح قد يُفقد الفنان طموحه.

ما رائيك في اقتحام رواد التواصل الاجتماعي لحياة الفنانين الشخصية؟
-إذا لم يفتح الفنان بابه لمواقع التواصل الاجتماعي، فلن يعرف الجمهور شيئًا عنه، وإذا عرف الجمهور عنه شيء محاولًا التدخل في حياته الشخصية فيصبح الصمت هو الرد الأقوي، لكن في بعض الأحيان يشارك الفنان في ذلك، أو يخلق حالة مفتعلة ليظل في دائرة الاهتمام.
ما تأثير الشهرة على محمد نجاتي؟
-بدأت التمثيل منذ أن كنت في الـ9 من عمري، وأنا اليوم أبلغ الـ47، مررت خلال هذه السنوات بكل المراحل التي قد يتخيلها أي فنان: من الشهرة إلى الغرور، ومن التكبر إلى التواضع. والحمد لله، تجاوزت مبكرًا وهمَ الشهرة وتأثيرها على الإنسان
هل شهرتك أو كونك فنان بيأثر على تعاملك مع الناس؟
-أبدًا، تعاملي مع الناس لا ينبع من كوني فنانًا، بل من تربية والدتي، ومن إيماني بالله، لأننا خلقنا لنؤمن به، وباليوم الآخر، ولنُحسن العمل، فكيف لي أن أسيء إلى الناس!.
ما هو الدور الأقرب لقلبك من خلال الأعمال التي قدمتها؟
-أُفضّل الأدوار التي تلامس الناس وتقترب من واقعهم، ولا أحب أن أقدّم عملًا لا يشعر به الجمهور، قد أشارك في فيلم يُعرض ولا يترك أثرًا، حينها أشعر أن جهدي قد ضاع، فالفن لا بد أن يصل إلى الناس ولا يهم إن كان عبر السينما أو التلفزيون أو المسرح، ما يهمّ حقًا هو التأثير وقربه من الناس.

في رائيك الفن رسالة فقط أم متعة ؟
-الفن في جوهره متعة، وهذه المتعة في حد ذاتها تحمل رسالة، وبالطبع إن استطعت من خلالها إيصال قضية أو فكرة مهمة أو رسالة، أكون قد حققت هدفًا أعمق، لكن لا ينبغي أن نُبالغ أو نُعقّد الأمور، فالفن ببساطة هو متعة في المقام الأول.
ما الدور الذي تتمنى تقديمه في المستقبل؟
-أنا في النهاية مشخصاتي، ومهنتي أن أقدّم في كل مرة شيئًا جديدًا، ولا يشترط أن أتعلّق بدور معين وأظل منشغلًا به طوال الوقت، بل على العكس يجب أن أبدأ من الصفر مع كل عمل، وأغوص في أعماق شخصية جديدة بأسلوب احترافي.
-وأتمنى أن أعمل أكثر على الأعمال التي تتناول قضايا اجتماعية، أغلب صُنّاع الدراما يتجهون إلى الأكشن أو الكوميديا بحثًا عن العائد، وهذا أمر مفهوم لكن في رأيي، القضايا الاجتماعية مثل الطلاق، والتحرش، وغيرها هي التي تُسهم في تغيير مفاهيم الناس، وهذه هي النوعية التي أرغب في التركيز عليها بشكل أكبر في الفترة المقبلة.
إلى أي مدي تعيش الشخصيات التي تقدمها؟
-لقد عشتُ كل دور قدّمته، شعرتُ به وتألمتُ من أجله، ولو لم أكن قد عشته بحق، لما استطعت تجسيده، فالفن الحقيقي يبدأ من هنا.. من الصدق.
المصدر : وكالات