مقالات
أخر الأخبار

مد أجازة الوضع لستة أشهر ضمن مبادرة صحة أطفالنا هي إستثمارنا

مد أجازة الوضع لستة أشهر بدلاََ من الأربع أشهر الحالية -ضمن مبادرة صحة أطفالنا هي إستثمارنا للدكتورة هدى عاطف – تخفيفاََ لأعباء الدولة و المجتمع المادية و الصحية و ذلك تزامناََ و توافقاََ مع توصيات منظمة الصحة العالمية.

مبادرة فريدة من نوعها تقترحها د. هدى عاطف عبد الستار إبراهيم مدرس و إستشاري طب الأطفال و التغذية الاكلينكية بمستشفى أبو الريش للأطفال – كلية طب القصر العيني – جامعة القاهرة و قد أرادها الله عز وجل لتكون نموذج ناجح و رائد في طب الأطفال و التغذية

تقدم د هدى عاطف اقتراحاََ بمد أجازة الوضع الي ستة أشهر و تناشد الجهات المسئولة للنظر في هذا الاقتراح و تقول د هدى عاطف أن هذه المبادرة لأسباب تذكرها فيما يلي

إيماءاََ إلى أن الشهور الأولى في حياة الطفل هي البنية الاساسية للطفل و إيماءاََ إلي توصيات منظمة الصحة العالمية بأن الغذاء الوحيد للطفل هو الرضاعة الطبيعية في عمر الستة أشهر الأولى فقد قدمت هذا الأقتراح، فحينما تضطر الأم لترك رضيعها للذهاب للعمل تلبية لظروفها الأقتصادية، فيصبح أمامها بعض الحلول.

اولاََ إما أن تضطر لشراء اللبن الصناعي و هذا يعتبر عبئاََ مادياََ على الدولة نتيجة استيراد هذه الألبان و أيضاََ تمثل عبئاََ مادياََ على الأهل و قد يرفض الطفل اللبن الصناعي و تلقى اللبن عن طريق ما يسمى الببرونة و قد رأيت حالات عديدة بمثل هذا الوضع.

ثانياََ قد تلجأ الأم لإدخال الأطعمة و الأكلات في سن ٤ شهور و من المعروف حينئذ أن إمكانية البلع تكون غير كافية، مما قد يتسبب في ما يسمى الشرقان عند البلع و هذا يودي به إلى الإلتهاب الرئوي و هذا يمثل عبئاََ مادياََ و صحياََ على الدولة و المجتمع، علاوة على ذلك فإن بعض الأطعمة الشائع إدخالها مبكراََ يصطحبها زيادة في معدلات بعض الأمراض مثل حساسية الألبان و مرض فقر الدم نتيجة نقص الحديد (ما يطلق عليه أنيميا نقص الحديد) و هذا أيضاََ يمثل عبئاَ مادياََ و صحياََ على الدولة و المجتمع.

ثالثاََ قد تلجأ الأم لتفضية لبن ثدييها و الاحتفاظ به في الثلاجة.،و لكن مع خبرتي مع الحالات فان هذا يعتبر غير عملي لكثير من الاهالي لأن المضخة اليدوية متعبة جدا للأم و المضخة الكهربائية سعرها لا تتحمله بعض الاهالي، علاوة على ذلك فإن كثير من الاهالي ليست على علم بإحتياطات تفضية لبن الثدي، مما قد يؤدي إلى إستقبال الطفل للبن فاسد نتيجة تسخينه بعد تبريده أو أي صورة من صور تلف لبن ثدي الأم الذي تم تفضيته ، علاوة على ذلك فإن أكبر محفز لإنتاج لبن ثدي الأم هو الرضاعة الطبيعية و جراء الشفط او إستعمال وسيلة أخرى غير الرضاعة الطبيعية قد يؤدي إلى نقص اللبن الطبيعي من ثدي الأم فيما بعد

وتؤكد الدكتورة هدى أن هذه المبادرة ليست موجهة فقط لصالح الأمهات، بل في جوهرها تهدف إلى تحقيق مصلحة عليا للطفل الذي يمثل نواة المجتمع ومستقبل الأمة. فكل إستثمار في صحة الطفل هو في الحقيقة إستثمار طويل الأمد في بناء أجيال أكثر وعيًا وقوة وصحة. كما أن دعم الأم العاملة ومنحها وقتًا كافيًا للرضاعة والرعاية النفسية والجسدية لطفلها سينعكس بشكل مباشر على إنتاجيتها في العمل واستقرارها الأسري.

وفي ختام المبادرة، وجهت الدكتورة هدى رسالة قوية إلى المسؤولين وصناع القرار، قالت فيها: “إن كنّا نطمح إلى جيل سليم صحيًا ونفسيًا، فعلينا أن نبدأ من البذرة، من الأشهر الأولى للطفل الذي يحمل مستقبل هذا الوطن. تعديل قانون أجازة الوضع ليس رفاهية، بل ضرورة صحية واقتصادية واجتماعية ضمن رؤية شاملة لصحة الطفل و الأسرة ”

جدير بالذكر أن الدكتورة هدى عاطف عبد الستار إبراهيم تتمتع بخبرة واسعة في مجال طب الأطفال والتغذية، ولها إسهامات علمية عديدة، كما تُعرف بإنسانيتها واهتمامها بتقديم الدعم العملي والنفسي للأمهات ، إيمانًا منها بأن الطب لا يقتصر فقط على العلاج، بل هو رسالة مجتمعية متكاملة.

إن مبادرتها “صحة أطفالنا هي إستثمارنا للدكتورة هدى عاطف ” ليست مجرد اقتراح قانوني، بل صرخة وعي وأمل في مستقبل أكثر صحة و رحمة و إستقراراََ للأسر لان الأطفال ليست قلوباََ تنبض فقط ، بل ايضاََ كنوز حقيقة تحتاج إلى من يقدر قيمتها منذ الشهور الأولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى