مستر عمرو الداخل.. من الإسماعيلية إلى قلوب الطلاب: مهندس رياضيات يُلهم الأجيال ويُدرّس بالعقل والقلب

في مدينة الإسماعيلية الهادئة التي تعانق ضفاف قناة السويس، يسطع نجم من نوع خاص، نجم لا يتلألأ في سماء الشهرة الإعلامية، بل يتوهج في عقول وقلوب طلابه، يرسم لهم طريق النجاح بالأرقام والمنطق، ويزرع في نفوسهم حب الرياضيات بلغة عالمية. إنه مستر عمرو الداخل، مهندس إختار أن يضع معادلاته في خدمة التعليم، ليكون أكثر من مجرد معلم، بل قدوة ومُلهم.
يحمل مستر عمرو الداخل بكالوريوس الهندسة، وهو المؤهل الذي جعله يُتقن التفكير التحليلي والنقدي، ويُجيد ربط النظرية بالتطبيق. غير أن شغفه الحقيقي لم يكن في تصميم الأبراج أو تشغيل الآلات، بل في بناء العقول وتطوير المهارات، لذلك اتجه إلى ميدان التعليم، وتخصص في تدريس الرياضيات باللغة الإنجليزية للمرحلتين الإعدادية والثانوية.
منذ سنواته الأولى في مجال التدريس، أدرك مستر عمرو أن الخوف من الرياضيات ليس ناتجًا عن صعوبة المادة، بل عن أسلوب تقديمها. فقرر أن يُحدث الفرق، لا بتبسيط المفاهيم فقط، بل بجعل الحصة تجربة فكرية ممتعة. في فصوله، لا توجد إجابات جاهزة تُحفظ، بل أفكار تُستكشف، وعقول تُدرّب على التفكير المنطقي والاستنتاج الذكي.
كما يعتمد أسلوبًا حديثًا يُعرف بـ “التعليم النشط Active Learning”، حيث يُشرك الطلاب في حل المسائل، ويستخدم الألعاب الذهنية والمواقف الحياتية لترسيخ المفاهيم. كما يُكثر من الربط بين الرياضيات والواقع، مما يجعل المادة أكثر جاذبية وأقرب إلى فهم الطالب.
إحدى أبرز سماتة هي تدريسه للرياضيات باللغة الإنجليزية، وهو ما يُعد تحديًا وفرصة في آنٍ واحد. فهو لا يُدرّس المصطلحات الأجنبية فحسب، بل يُهيئ طلابه للتفوق في الامتحانات الدولية مثل IG وSAT وACT، ويمنحهم أداة تفتح لهم أبواب الجامعات العالمية.
لكنة لا يرى نفسه مجرد ناقل للمعرفة، بل صاحب رسالة. يقول دائمًا لطلابه: “أنا هنا لأجعلكم تحبون التفكير.. لا لحفظ القوانين فقط”. ولهذا تجد كثيرًا من طلابه، حتى بعد تخرجهم، يحتفظون بعلاقة وطيدة معه، ويرونه قدوة في الإصرار والطموح والتواضع.
كما لم يكتفِ بجهده داخل الفصل الدراسي، بل وسّع نطاق تأثيره عبر المنصات الرقمية، حيث بدأ في تقديم شروحات مصوّرة ومحتوى تعليمي عبر الإنترنت. وقد لاقت فيديوهاته تفاعلًا كبيرًا من الطلاب وأولياء الأمور، لا سيما في ظل الحاجة المتزايدة للتعلم عن بُعد.
ويُشارك بفاعلية في مجموعات دعم الطلاب على فيسبوك وتيليجرام، ويُقدّم نصائح دراسية مجانية، ويُقيم مراجعات تفاعلية قبل الامتحانات، مما جعله أحد الأسماء المألوفة والمحترمة في أوساط التعليم بمحافظة الإسماعيلية وخارجها.
عندما تسأل طلابه عن سر نجاحه، تأتيك الإجابة بلا تردد: “هو بيحب اللي بيعمله بجد”. مستر عمرو لا يُدرّس من أجل وظيفة أو راتب، بل يُدرّس لأنه يرى في كل طالب مشروع نجاح، وفي كل مسألة رياضية فرصة لبناء عقل ناضج.
مستر عمرو الداخل ليس مجرد مدرس رياضيات، بل معمار فكر، يبني العقول ويُشعل شغف الأرقام والتفكير في نفوس الطلاب، مستخدمًا أدوات الهندسة والمنطق، ولغة العالم، وروح الإنسان. هو نموذج للمعلّم الذي يترك أثرًا لا يُمحى، ليس فقط في الدفاتر، بل في الحياة.