مقالات

مسيرة مهنية حافلة بالعطاء الدكتورة “مي ماجد الجسر” نموذج للطبيبة المصرية المتألقة في تخصص الأنف والأذن والحنجرة.

في قلب مدينة “اسطنها” التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، يسطع إسم لامع في سماء الطب المصري، هو اسم الدكتورة مي ماجد الجسر، التي أثبتت جدارتها وكفاءتها في مجال طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، لتصبح واحدة من النماذج المشرفة للكوادر الطبية الشابة التي تسعى لخدمة المجتمع بعلمها وخبرتها وإخلاصها.

حصلت الدكتورة مي على ماجستير طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة من جامعة طنطا، تلك الجامعة العريقة التي تُعد منارة علمية بارزة في مصر والشرق الأوسط. ولم يتوقف مشوارها العلمي عند حدود الدراسة الأكاديمية، بل امتد إلى الممارسة العملية الدقيقة في المستشفيات والمراكز الطبية، حيث اكتسبت خبرة واسعة في التعامل مع الحالات المعقدة وتشخيص الأمراض بدقة متناهية.

وتعمل حاليًا أخصائي طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، لتضع خبراتها الأكاديمية والعملية في خدمة المرضى من مختلف الفئات العمرية، سواء كانوا أطفالًا يعانون من التهابات متكررة في الأذن واللوزتين، أو كبارًا يواجهون مشكلات السمع والاتزان أو انسداد الجيوب الأنفية.

لم يكن شغفها بالعلم محصورًا فقط في الجانب الأكاديمي والمهني، بل تجلى أيضًا في حرصها الدائم على التطوير المستمر، إذ حصلت على عضوية الزمالة المصرية للأنف والأذن والحنجرة، وهي شهادة تعكس مدى التزامها بالمعايير الطبية الحديثة، وحرصها على مواكبة أحدث البروتوكولات العلاجية والتقنيات الجراحية في هذا التخصص الدقيق.

منذ بداية مشوارها، عُرفت بدقتها في التشخيص وحُسن التعامل مع المرضى، فهي ترى أن العلاقة الإنسانية بين الطبيب والمريض لا تقل أهمية عن التشخيص الطبي ذاته. تؤمن أن المريض يحتاج إلى من يستمع إليه ويشعر به قبل أن يصف له العلاج، وهو ما جعلها محل ثقة الكثيرين في بلدتها الباجور وخارجها.

وقد ساهمت خبرتها الواسعة في إجراء العديد من العمليات الجراحية الدقيقة، مثل جراحات اللوز واللحمية للأطفال، وجراحات الجيوب الأنفية باستخدام المنظار، وعلاج مشكلات السمع بالأجهزة الطبية الحديثة. كما تولي اهتمامًا خاصًا بالأطفال، حيث تدرك أهمية الكشف المبكر عن أمراض الأذن والسمع لديهم لما له من أثر مباشر على تطور النطق واللغة.

لا تتوقف إنجازاتها عند حدود غرفة الكشف أو قاعة العمليات، بل تمتد إلى نشر التوعية الصحية بين المواطنين. فهي تساهم في الحملات الطبية التوعوية، وتشارك في المؤتمرات العلمية التي تبحث أحدث طرق التشخيص والعلاج في تخصص الأنف والأذن والحنجرة. كما تحرص على تقديم النصائح الطبية عبر المحاضرات والندوات، مؤكدة أن الوقاية خير من العلاج.

وتؤكد دائمًا أن رسالتها الحقيقية تتجاوز مجرد علاج المرض، إلى بناء جسر من الثقة والرحمة مع المريض وأسرته، حتى يشعروا بالطمأنينة والراحة في رحلة العلاج. وهذا ما جعلها نموذجًا يُحتذى به بين أبناء جيلها من الأطباء.

في مجتمع لا يزال في حاجة ماسة إلى الكوادر الطبية النسائية، تأتي تجربتها لتؤكد أن المرأة المصرية قادرة على تحقيق التميز في أصعب التخصصات الطبية وأكثرها دقة. فهي لم تكتف بتحقيق حلمها الشخصي، بل أصبحت ملهمة للفتيات الصغيرات في بلدتها اسطنها اللواتي يرين فيها قدوة يُحتذى بها.

ومع ما حققته حتى الآن من نجاحات، لا تزال طموحاتها كبيرة، فهي تسعى إلى تطوير مهاراتها باستمرار، والانفتاح على أحدث ما توصل إليه الطب عالميًا في مجال الأنف والأذن والحنجرة. كما تطمح إلى المساهمة في تأسيس مراكز طبية متخصصة تقدم خدمات متكاملة، تجمع بين التشخيص الدقيق والعلاج المتطور والرعاية الإنسانية.

إن رحلة د. مي ماجد الجسر ما هي إلا قصة نجاح جديدة تُضاف إلى سجل المرأة المصرية المبدعة، التي تثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على ترك بصمتها في مختلف المجالات. فهي ليست مجرد طبيبة ناجحة، بل إنسانة تحمل رسالة سامية، واسم يضيء في سماء الطب والإنسانية على حد سواء.

https://www.facebook.com/profile.php?id=61566369766933

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى