مقالات

ملوخية و فراخ و برجر و بطاطس و محشي بحضانة في قلب القليوبية.

في قلب محافظة القليوبية، وتحديدًا بمركز القناطر الخيرية – مدخل الخرقانية، يسطع إسم الأستاذة” شروق حمدي أحمد” كواحدة من النماذج الملهمة التي جمعت بين الشغف بالعلم، والقدرة على بناء جيل جديد من الأطفال بأسلوب عصري ومبتكر.

حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة العربية، كرّست نفسها منذ ما يقارب عشر سنوات للعمل في ميدان التدريس، حيث خاضت تجارب متنوعة في التعامل مع الأطفال، واكتسبت خبرة واسعة جعلتها تدرك أن التعليم في الصغر ليس مجرد تلقين أو نقل معلومات، بل هو بناء شخصية متكاملة، وغرس حب الاستكشاف والتعلم.

ومن هذا الفهم العميق انطلقت فكرتها الرائدة: إنشاء حضانة تجمع بين التعليم الأكاديمي المبكر، وتنمية المهارات، وصقل شخصية الطفل في جو من المرح والإبداع. وهكذا وُلدت حضانة “الطفل المبتكر للغات”، والتي لم يمضِ على افتتاحها سوى تسعة أشهر فقط، لكنها استطاعت خلال هذه الفترة القصيرة أن تحقق صدى واسعًا في المنطقة، وأن تصبح وجهة مفضلة لأولياء الأمور الباحثين عن بيئة تعليمية متميزة لأبنائهم.

النجاح السريع الذي حققته الحضانة لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة رؤية واضحة تبنتها الأستاذة شروق، تقوم على الدمج بين الأساليب التعليمية الحديثة، والاهتمام بالفروق الفردية بين الأطفال، وتنمية ذكائهم العاطفي والاجتماعي جنبًا إلى جنب مع قدراتهم اللغوية والمعرفية.

وبلقاء خاص معها قائلة في حديثها عن فلسفتها التربوية:
“كل طفل يحمل بداخله بذرة موهبة فريدة، ومهمتنا كمعلمين أن نكتشفها ونمنحها البيئة المناسبة للنمو. أنا أؤمن أن التعليم المبكر هو حجر الأساس لبناء شخصية ناجحة وسعيدة، لذلك أحرص على أن تكون الحضانة مكانًا للتعلم واللعب والاكتشاف في آن واحد.”

وقد انعكست هذه الفلسفة على واقع الحضانة بالفعل؛ فالمناهج لا تقتصر على تعليم الحروف والأرقام واللغات فحسب، بل تشمل أيضًا أنشطة إبداعية وفنية، وألعابًا تعليمية حديثة، إضافة إلى ورش لتنمية المهارات الحركية والذهنية، ما يجعل الطفل يعيش تجربة متكاملة تُنمّي جميع جوانب شخصيته.

ولم تقتصر استراتيجيتها على الأطفال فقط، بل امتدت لتشمل أولياء الأمور أيضًا؛ إذ تحرص على بناء جسور ثقة وتعاون مع الأسر، وتبادل الخبرات معهم، وتقديم النصائح التربوية التي تساعدهم على فهم شخصية أبنائهم، والتعامل مع مراحل نموهم المختلفة بوعي ومرونة.

هذا التفاعل الإيجابي خلق حالة من الرضا الكبير لدى أولياء الأمور، الذين عبّروا عن امتنانهم لوجود حضانة بمستوى متميز كهذا في منطقتهم. وقد انتشرت سمعة الحضانة سريعًا بفضل التجربة الإيجابية التي عاشها الأطفال داخلها، لتصبح حديث المجتمع المحلي خلال أشهر قليلة فقط.

كما تؤكد أن مشروعها لم يكن مجرد عمل تجاري، بل رسالة تربوية وإنسانية، مضيفة: “حينما أرى ابتسامة طفل وهو يكتشف شيئًا جديدًا، أو يسمع كلمة تشجيع تُنير يومه، أشعر أنني أؤدي دوري الحقيقي في هذه الحياة. النجاح بالنسبة لي هو أن أترك أثرًا طيبًا في نفوس هؤلاء الصغار.”

ومع أن الحضانة لا تزال في عامها الأول، فإنها تخطط بالفعل لتوسيع نشاطها في المستقبل، وإدخال برامج أكثر تخصصًا، مثل تعليم مهارات البرمجة المبسطة للأطفال، وتعزيز التفكير النقدي والإبداعي، بما يتماشى مع متطلبات العصر الحديث.

لقد أثبتت تجربة حضانة “الطفل المبتكر للغات” أن الإرادة والرؤية الصائبة قادرتان على صنع الفارق، حتى في فترة زمنية قصيرة. وما يميز الأستاذة شروق أنها لم تكتفِ بنقل خبرتها الطويلة في التدريس إلى الأطفال، بل صاغت منها منظومة متكاملة تعكس روح الابتكار، وحب الأطفال، والرغبة في تقديم أفضل ما يمكن لهم.

في النهاية، تبقى قصة شروق حمدي أحمد نموذجًا مُلهمًا لكل شاب وشابة يحملون حلمًا، ويؤمنون بأن العمل المخلص، والتجديد، والصدق في التعامل مع الناس، هي مفاتيح النجاح الحقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى