مقالات
أخر الأخبار

مهندسة برؤية تربوية وصانعة أجيال في مجال اللغة الإنجليزية “مي ماجدي السيد” “15 عامًا من العطاء بإحترافية.

في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، ويُعدّ فيه إتقان اللغة الإنجليزية مفتاحًا أساسيًا للنجاح، تبرز نماذج تربوية فريدة تجمع بين العلم، والخبرة، والشغف الحقيقي بالتعليم. من بين هذه النماذج اللامعة، تتألق الأستاذة مي ماجدي السيد طاحون، التي اختارت أن توظف مؤهلها العلمي في هندسة الحاسب الآلي لخدمة رسالة أسمى: تبسيط وتعليم اللغة الإنجليزية لكل طلاب الجمهورية، على اختلاف خلفياتهم وظروفهم.

ولدت مي ماجدي ونشأت في مصر، بلد الحضارة والتحديات، وهناك تشكلت رؤيتها للعلم والتعليم. لم تكن اللغة الإنجليزية بالنسبة لها مجرد مادة دراسية، بل كانت نافذة على العالم، وجسرًا للتواصل، وأداة لتمكين الشباب من تحقيق أحلامهم. ولذا، بعد حصولها على بكالوريوس هندسة الحاسب الآلي، قررت أن تغير مسارها المهني لتلبي نداء شغفها الحقيقي: التدريس.

خلال 15 عامًا من الخبرة في ميدان التعليم، إستطاعت مي أن تترك بصمة واضحة في كل مؤسسة عملت بها. بدأت رحلتها في السناتر التعليمية، حيث لامست عن قرب معاناة الطلاب مع اللغة الإنجليزية، وعملت على تطوير أساليبها بما يتناسب مع مختلف المستويات. ثم انتقلت إلى المدارس الدولية ومدارس اللغات، حيث كانت جزءًا فاعلًا في تطوير المنهجيات التعليمية، قبل أن تستقر حاليًا في المرحلة الثانوية، حيث تقوم بدور محوري في تجهيز الطلاب لمستقبلهم الجامعي والمهني.

ما يميزها عن غيرها من المعلمين هو الجمع بين التأهيل الأكاديمي والخبرة العملية. فهي حاصلة على شهادة TEFL المعتمدة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC)، بالإضافة إلى واحدة من أقوى الشهادات العالمية في مجال تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، وهي شهادة CELTA من جامعة كامبريدج. هذا التأهيل الاحترافي مكّنها من تقديم محتوى تعليمي بأسلوب تواصلي متطور (Communicative Approach)، يجمع بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، ويراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.

رغم مشاغل الحياة والعمل، إلا أنها تمثل نموذجًا مميزًا للمرأة المصرية التي تجمع بين المهنية العالية والدور الأسري النبيل. فهي أم لطفلين، وتحرص على أن تكون قدوة لهما في حب العلم والانضباط والطموح. كما أنها تؤمن بأن الأمومة تضيف للمعلم بعدًا إنسانيًا يجعل فهم الطلاب واحتياجاتهم أكثر عمقًا وتأثيرًا.

في رسالتها التربوية، لا تتوقف عند حدود الفصل الدراسي، بل تسعى دائمًا للتطوير الذاتي ومتابعة أحدث الاتجاهات في تدريس اللغة الإنجليزية عالميًا. وهي تؤمن بأن اللغة ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة للتفكير والتعبير والنمو الشخصي. لهذا تعمل على تصميم دروس تفاعلية تُحفّز التفكير النقدي، وتُنمّي مهارات التواصل، وتكسر الحاجز النفسي الذي يعاني منه كثير من الطلاب تجاه اللغة.

كما أن طموحها لا يقتصر على تلاميذها فقط، بل يمتد ليشمل كل طالب في مصر. تقول دائمًا:

“هدفي أن أجعل تعلم اللغة الإنجليزية متاحًا وسهلًا لكل طالب على أرض مصر، بغض النظر عن مستواه أو ظروفه. لا يوجد طالب ضعيف، هناك فقط من لم يجد الطريقة المناسبة بعد”.

 

هذه الرؤية، وهذا الإصرار، يجعلان من مي ماجدي السيد طاحون نموذجًا مُلهمًا في ساحة التعليم، ومثالًا حيًا على أن الشغف بالتدريس قادر على إحداث التغيير، وأن المعلم الحقيقي لا يصنع فقط أجيالًا ناجحة، بل يصنع مواطنين عالميين قادرين على التواصل والتفوق في كل مجال.

https://www.youtube.com/@moreenglish88

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى