
في عيادة هادئة بمدينة 15 مايو، يمارس الدكتور أيمن الخولي الطب بأسلوبٍ يجمع بين المهنية الرفيعة والتعامل الإنساني. لم يختر طريق الطب بحثًا عن المكانة أو الوجاهة الاجتماعية، بل بدافع الاهتمام الحقيقي بالناس، وفهم احتياجاتهم الصحية في سياق حياتهم اليومية.
تخرج الدكتور أيمن من كلية طب القصر العيني عام 2000، واختار التخصص في الباطنة العامة وطب الأسرة، التخصص الذي يجمع بين الفحص الدقيق والرعاية الشاملة طويلة الأمد. على مدى أكثر من عشرين عامًا، ظل وفيًّا لهذا المسار، واضعًا احتياجات المريض في مقدّمة أولوياته.
كان تركيزه الأكبر على متابعة الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، حيث يولي أهمية للمتابعة المنتظمة، والتحاليل الدورية، والفحوصات اللازمة مثل رسم القلب وغيره. لكن ما يميزه أكثر من أدواته الطبية، هو قدرته على الإنصات الجيد، وتفهّم ظروف المرضى بعيدًا عن النمطية.
لم يكتفِ بما درسه في الجامعة، فواصل تطوير نفسه علميًا بالحصول على درجة الماجستير ودبلومة في طب الأسرة، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات وورش عمل داخل مصر وخارجها. وكان حريصًا على تطبيق ما يتعلّمه بطريقة تناسب بيئته ومرضاه.
إلى جانب عمله الإكلينيكي، شارك في عدد من المبادرات المجتمعية، وقدم محاضرات توعوية حول الوقاية من الأمراض المزمنة، والتغذية الصحية، وأهمية الكشف المبكر، مؤمنًا بأن التثقيف جزء لا يتجزأ من مسؤولية الطبيب.
على الصعيد المهني، يُعرف الدكتور أيمن بين زملائه بأخلاقه الهادئة، وروحه الداعمة، خاصة في تشجيع الأطباء الجدد على مواصلة التعلّم، وتطوير أدواتهم المهنية دون الانغماس في الروتين.
ورغم أنه لم يسعَ إلى أضواء الجوائز أو الظهور الإعلامي، إلا أن تقدير الناس وثقتهم ظلّا الحافز الأكبر في مسيرته. مرضاه يرونه طبيبًا متفرغًا لهم، يتعامل معهم بصبر واحترام، ويخصص لكل حالة ما تستحقه من وقت واهتمام.
تجربة الدكتور أيمن الخولي تُبرز ملامح طبيب اختار أن يخدم مجتمعه بشكل هادئ ومنتظم، بعيدًا عن الاستعراض، مقتنعًا بأن القيمة الحقيقية للطبيب تُقاس بالأثر الذي يتركه في حياة الناس، لا بعدد الحالات التي يعالجها.