مقالات

نجمة تضئ في سماء العدالة السيدة “هانم بنت القاضى” سيدة القانون التي تمضي بثبات نحو القمة.

في قلب الدلتا، ومن مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، تخرجت شمس منيرة في سماء القانون المصري، الاستاذة هانم عادل عبد المنعم، المعروفة بين زملائها وموكليها بلقب “هانم بنت القاضي”، تقديرًا لنبلها وحنكتها القانونية وجرأتها في ساحات المحاكم.

الاستاذة هانم، التي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، حققت في سنوات معدودة ما قد يستغرق عقودًا من الجهد لدى غيرها. فهي ليست مجرد محامية، بل باحثة قانونية تحمل على عاتقها مسؤولية العدالة، وتؤمن بأن مهنة المحاماة ليست تجارة ولا وسيلة شهرة، بل رسالة تنبع من الضمير الحي والعدل المجرد.

ولدت ونشأت في قلب المنزلة، إحدى مدن محافظة الدقهلية العريقة، وترعرعت في أسرة تربوية مشبعة بالقيم، حيث كان والدها قاضيًا عرفيا ، فغُرِست فيها منذ نعومة أظافرها هيبة القانون وقدسيته، فاستحقت عن جدارة لقب “بنت القاضي”، بل لأنها ورثت منه العقل الراجح، والعدل الحاسم، والإنصاف الذي لا يعرف مجاملة.

التحقت بكلية الحقوق – قسم اللغة الإنجليزية – بجامعة المنصورة، وهي إحدى أعرق كليات الحقوق في مصر والشرق الأوسط، وتمكنت من التخرج في عام 2020 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وهو إنجاز قلما يُحرز في هذا التخصص المعروف بدقته وصعوبته. لكن هانم لم تكتفِ بشهادة البكالوريوس، بل تابعت دراستها الأكاديمية بشغف نادر، لتحصل على ماجستير في القانون العام والجنائي عام 2022، بتقدير امتياز، لتُثبت مرة أخرى أنها تسير بخطى ثابتة نحو التميز المهني والعلمي في آنٍ واحد.

واليوم، تواصل مشوارها الأكاديمي كـ باحثة دكتوراه في القانون الجنائي، ضمن نفس الجامعة التي خرجتها، حيث تركز في أبحاثها على قضايا العدالة الجنائية وحقوق الإنسان، وتطمح إلى تقديم أطروحة تحدث فرقًا حقيقيًا في التشريعات الجنائية وتطبيقاتها في مصر.

أما عن ميدان العمل، فالسيدة هانم تُعد من الأصوات القانونية اللامعة في صفوف المحامين الشباب. تعمل محامية حرة، وتتبنى قضايا مجتمعية وإنسانية شائكة بكل شجاعة وجرأة. تؤمن أن المحاماة فنّ قبل أن تكون علمًا، وتعتبر أن نجاح أي محامٍ لا يُقاس بعدد القضايا التي يترافع فيها، بل بقدرته على صناعة الفارق في حياة موكليه، وإحياء الأمل في نفوس المظلومين.

تميزها لا يقتصر على قاعات المحكمة، بل تمتد بصمتها إلى السوشيال ميديا، حيث يتابعها المئات من الشباب الطموحين والمهتمين بالقانون، لما تنشره من توعية قانونية راقية، وقراءات تحليلية لنصوص القانون بأسلوب مبسط يخاطب الناس بلغة يفهمونها، دون تعقيد أو تنميق، واضعة نصب عينيها هدفًا واضحًا: “العدالة للجميع، ولا أحد فوق القانون”.

وفي مجتمعٍ لا تزال بعض المهن فيه حكرًا على الرجال، أثبتت هانم بنت القاضي أن المرأة قادرة على اختراق الحواجز، والوقوف بثقة أمام هيئة المحكمة، والدفاع عن الحقوق بكل قوة ولباقة. اختارت أن تكون صوتًا للحق لا يلين، ودرعًا للمظلومين لا ينكسر.

قد لا تكون هانم نجمة على الشاشات، لكنها نجمة في ميدانها، تشق طريقها بهدوء، وتكتب اسمها بحروف من نور في سجل أصحاب الرسالة. ومن المنزلة إلى كل أرجاء مصر، تبرهن هذه الشابة الواعدة أن العلم، والإرادة، والصدق، يمكن أن تخلق قصة نجاح مختلفة… قصة تليق بـ “بنت القاضي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى