
في وقتٍ تتسارع فيه وتيرة الأحداث وتتشابك فيه الخيوط القانونية، يبرز إسم المحامي كريم الديب كأحد أبرز الوجوه القانونية الشابة اللامعة في مجال المحاماة الخاصة بالأجانب والشركات متعددة الجنسيات. فبين مدينتي الإسكندرية وشرم الشيخ، أسّس الديب مسيرته القانونية ببصمة لا تخطئها العين، محققًا شهرة دولية تحت شعار: “بلا حدود” التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة في مجال المحاماة والدفاع عن الحقوق، ليس فقط في قاعات المحاكم، بل في وجدان من تعاملوا معه أيضًا.
ولد كريم الديب في بيئة تتنفس الأصالة وتحترم العلم، ونشأ في بيئة تؤمن بالقانون كأداة للحق، وليس سلاحًا للخصومة. منذ نعومة أظافره، ظهرت عليه ملامح الشغف بالعدالة والمنطق، فكان يجد متعته في الحوار والنقاش، ويميل دائمًا إلى الإصغاء قبل الرد، والتفكير قبل الحكم.
على مدار أكثر من 20 عامًا، استطاع المحامي كريم الديب أن يتحول من مجرد شاب طموح إلى اسم راسخ في ملفات القضايا الدولية المعقدة، خاصة تلك التي تخص الأجانب المقيمين في مصر، أو المستثمرين الذين يبحثون عن بيئة قانونية مستقرة وآمنة. ويؤكد الديب أن هذا النجاح لم يأت صدفة، بل هو حصاد سنوات من الصبر والمثابرة، مدعومًا بخبرة أكاديمية وعملية تمتد عبر قارات مختلفة.
بعد أن أتم دراسته الثانوية بتفوق، التحق بكلية الحقوق، حيث بدأت رحلته الحقيقية نحو مهنة طالما حلم بها. لم يكن كريم مجرد طالب يكتفي بالمقررات الجامعية، بل كان دائم الاطلاع على الكتب القانونية المتخصصة، ويشارك في الندوات والمرافعات النموذجية التي كانت بمثابة ساحة تدريب حقيقية له.
ومع تخرجه، بدأ أولى خطواته العملية في مجال المحاماة، فعمل في مكاتب كبرى اكتسب منها خبرات متنوعة، قبل أن يؤسس مكتبه الخاص بعد سنوات قليلة، والذي أصبح خلال فترة وجيزة قبلة للكثير من المتقاضين الباحثين عن محامٍ يجمع بين الحرفية والضمير المهني.
كما يتحدث أربع لغات بطلاقة: الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، بالإضافة إلى لغته الأم العربية، وهو ما مكّنه من التواصل السلس مع موكليه من مختلف الجنسيات، وبناء شبكة عملاء تضم اليوم أكثر من 3500 موكل من الأجانب والمصريين، بينهم رجال أعمال، دبلوماسيون، وسفراء، فضلًا عن أصحاب منشآت سياحية كبرى في جنوب سيناء.
عرف عنه حُسن الاستماع لموكليه، فهو يؤمن أن كل قضية تحمل وجعًا إنسانيًا يستحق التفهم قبل الدفاع. لا يَعد بوعود جوفاء، بل يُقيّم الوضع بموضوعية، ويحرص على أن يشرح لموكليه كل خطوات القضية، بلغة يفهمها الجميع، بعيدًا عن التعقيد أو الغموض.
اشتهر في الأوساط القانونية بعدد من القضايا التي أحدثت ضجة، لكنه كان دائمًا يرفض استغلال شهرة القضايا لصالح الظهور الإعلامي، مفضلاً أن يتحدث عنه عمله لا لسانه. هذا التواضع المهني أكسبه احترام زملائه وثقة موكليه، وجعله رمزًا للجدية والانضباط في عالم يشهد الكثير من الضوضاء.
لم يكتفِ بالدفاع في المحاكم فقط، بل اتجه إلى العمل المجتمعي أيضًا، فأسس مبادرات لتقديم الاستشارات القانونية المجانية لغير القادرين، مؤمنًا أن العدالة لا يجب أن تكون حكرًا على الأغنياء. كما شارك في عدد من حملات التوعية القانونية، سواء عبر الندوات أو وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقدم معلومات قانونية مبسطة تهم المواطن العادي.
ويتمتع بحضور هادئ وكاريزما خاصة، لا يسعى من خلالها لفرض رأيه، بل لزرع الثقة. يؤمن أن المحاماة ليست مهنة بل رسالة، وأن الدفاع عن متهم لا يعني تبرئة المخطئ، بل يعني حماية الإجراءات، وضمان أن العدالة تسير في طريقها الصحيح دون انحراف.
ومن بين مئات القصص التي يحملها سجله المهني، تبقى بعض المواقف شاهدة على إنسانيته. في إحدى القضايا، تنازل عن أتعابه لصالح موكله الذي كان يمر بضائقة مالية شديدة، بل ساعده بعد القضية على إيجاد عمل كريم ليستعيد حياته. مثل هذه المواقف لا تروى كثيرًا، لكنها تصنع من صاحبها إنسانًا قبل أن يكون محاميًا.
اليوم، يُعد كريم الديب من أبرز المحامين في جيله، وهو نموذج مُلهم لشباب المهنة الذين يسعون لتقديم الأفضل. ويبدو أن مشواره ما زال في بدايته، فكل من يعرفه يدرك أن طموحه لا يقف عند حدود القضايا، بل يمتد إلى إصلاح شامل في الثقافة القانونية وتغيير النظرة النمطية عن المحامي.
بهدوئه، وأخلاقه، وكفاءته، إستطاع كريم الديب أن يكون “ضمير العدالة”، واسمًا يُذكر بكل خير في كل محفل قانوني وإنساني.