نموذج يُحتذى في مهنة سامية الدكتورة “شيماء حامد” طبيبة النفس والروح التي حلّقت من الدقهلية إلى سماء التميز العلمي والمهني

من قلب محافظة الدقهلية، وتحديدًا من مدينة المنصورة، خرجت الدكتورة الشيماء حامد حامد شاهين لتضيء سماء علم النفس بخبراتها المتعددة وإنجازاتها الفريدة في مجال العلاج النفسي، والإدمان، والتربية الخاصة. قصة نجاحها ليست مجرد سطور تُكتب، بل ملحمة علمية ومهنية تحمل بين طياتها الإصرار، والاجتهاد، والرسالة الإنسانية النبيلة.
بدأت مسيرتها الأكاديمية بحصولها على ليسانس الدراسات الإنسانية قسم علم النفس من جامعة الأزهر، تلك المؤسسة العريقة التي أرست في نفسها الأسس العلمية والمنهجية العميقة. وواصلت مشوارها العلمي لتحصل على تمهيدي ماجستير من كلية الآداب جامعة المنصورة، لتتوّج رحلتها بالحصول على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة أسيوط، بتقدير امتياز مع التوصية بالطبع والنشر، في شهادة رسمية بقيمة البحث العلمي الذي قدمته، وما يحمله من نفع للمجتمع.
الدكتورة شيماء ليست فقط دكتورة أكاديمية، بل هي استشاري حقيقي ميداني في العلاج النفسي، والإدمان، والتربية الخاصة. استطاعت أن تدمج بين العمق النظري والاحتكاك المباشر مع الحالات المختلفة، فتكوّنت لديها رؤية شاملة للعلاج النفسي بمقاربة إنسانية وعلمية في آنٍ واحد. تعمل اليوم كاستشاري معتمد، ومرجع مهم في مجالات التعامل مع الصدمات النفسية، واضطرابات السلوك، والتوحد، وصعوبات التعلم، وتعديل السلوك لدى الأطفال والمراهقين.
ما يميّزها حقًا هو حرصها المستمر على تطوير ذاتها. حصلت على عشرات الدورات التدريبية المتخصصة التي غطت كافة محاور المهنة، من مهارات تسويق الذات، واستراتيجيات تحسين الذاكرة، إلى مهارات تعديل السلوك والتخاطب وصعوبات التعلم، والعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان لها حضور فعّال في المشروعات القومية مثل “مشواري” بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، بالإضافة إلى ورش العمل المتعددة التي شاركت فيها داخل جامعة المنصورة، منها إعداد المعالج النفسي، وتشخيص اضطرابات النطق والكلام، والتأهيل الوظيفي للأطفال ذوي فرط النشاط وتشتت الانتباه.
كما لم تهمل أي جانب يمكن أن يضيف لقيمتها المهنية؛ فدرست لغة برايل للعمل مع المكفوفين، وتعلمت لغة الإشارة للتواصل مع الصم وضعاف السمع، وعملت مع مؤسسات خيرية مثل جمعية “شير في الخير” وجمعية النور والأمل.
ولم تكتفِ بالجانب العلاجي فقط، بل اقتحمت المجال البحثي والتقني أيضًا، فحصلت على شهادات تدريبية في مهارات التحليل الإحصائي، وأخلاقيات البحث العلمي، وأساسيات التحول الرقمي، إلى جانب شهادات متخصصة في إعداد التقرير النفسي باستخدام أدوات تشخيص عالمية كاختبار “ستانفورد بينيه الصورة الخامسة”.
كما اجتازت برنامج إعداد المدربين (TOT) لتصبح قادرة على نقل خبراتها للأجيال القادمة من الأخصائيين، وأسهمت بحضورها المتواصل في مؤتمرات الطب النفسي بجامعة المنصورة، ما يدل على مكانتها الأكاديمية ومساهماتها المجتمعية الواسعة.
الدكتورة شيماء ليست فقط طبيبة نفس، بل هي حالة إنسانية متكاملة. جمعت بين أصالة التكوين العلمي، وشغف التطوير المهني، وروح العطاء المجتمعي. إن ما يميزها ليس فقط عدد الشهادات التي حصلت عليها، بل أثرها الحقيقي في حياة من تعاملوا معها، سواء كانوا مرضى أو طلابًا أو زملاء في المهنة.
إنها تمثل جيلًا جديدًا من الأطباء النفسيين الذين لا يكتفون بالتشخيص والعلاج، بل يسعون لبناء إنسان أفضل، ومجتمع أكثر توازنًا، وعلاقات إنسانية صحية.
وبينما تمضي الدكتورة شيماء حامد شاهين في مسيرتها، تظل قصتها مصدر إلهام لكل من آمن بأن العلم رسالة، وأن النفس البشرية تستحق كل هذا الجهد وهذا الحب.