مقالات

واحد من أكثر 10 مؤثرين في الترجمة بالعالم العربي المحاضر يسن إبراهيم.. رحلة مترجم أممي مبدع إلى قمة التأثير في عالم اللغات والترجمة.

في عالم يشهد تسارعًا هائلًا في حركة المعرفة وتبادل الثقافات، يبرز إسم المحاضر” يسن إبراهيم” كأحد العلامات الفارقة في مجال اللغات والترجمة على مستوى الوطن العربي. فمن مترجم سابق في منظمة الأمم المتحدة، إلى محاضر بارز في أكبر المنصات الأكاديمية والمهنية، نجح يسن في أن يبني لنفسه مكانة استثنائية جعلته ضمن قائمة أكثر عشرة مؤثرين في مجال اللغات والترجمة عربيًا، وذلك وفقًا لاستبيان أجرته مؤسسة “ترجمان العرب” بمشاركة أكثر من عشرة آلاف مترجم من مختلف الدول.

ينطلق نجاح يسن إبراهيم من خلفية علمية وعملية متينة. فقد حصل على ماستر الشئون الإنسانية من جامعة الأمم المتحدة، ما أتاح له الإلمام العميق بملفات معقدة تجمع بين السياسة الدولية، القوانين، والممارسات الإنسانية. هذا التكوين العلمي، مضافًا إلى خبرته العملية كمترجم في أروقة الأمم المتحدة، صقل شخصيته المهنية وجعله أكثر وعيًا بدور اللغة في بناء الجسور بين الشعوب، وليس مجرد أداة لنقل الكلمات.

اليوم، يواصل رسالته من خلال التدريس والإشراف الأكاديمي. فهو محاضر معتمد في نقابة المحامين، وواحد من أبرز المحاضرين في أكاديمية مترجم، حيث يقدّم برامج تدريبية متخصصة في مجالات الترجمة المتنوعة. وتشمل هذه البرامج:

1. الترجمة العامة، التي تتيح للطلاب اكتساب أساسيات الترجمة وفهم أسرار النقل بين اللغات.

2. دبلومة الترجمة القانونية، وهي من أكثر الدبلومات طلبًا نظرًا لأهميتها في بيئة الأعمال والعقود الدولية.

3. الترجمة المعتمدة، التي تفتح الباب أمام المتدربين للعمل كمترجمين رسميين أمام الجهات الحكومية والسفارات.

4. الترجمة الإبداعية، التي تمنح المترجم القدرة على التعامل مع النصوص الأدبية والإعلانية والفنية بمهارة عالية.

 

وما يميّزه ليس فقط نوعية الكورسات التي يقدّمها، بل الأسلوب الذي يتبعه في شرحها. فهو يؤمن بأن الترجمة ليست عملية ميكانيكية، وإنما فعل إبداعي يحتاج إلى وعي ثقافي، واطلاع واسع، وقدرة على قراءة ما وراء النص. ومن هنا، يركّز في محاضراته على بناء عقلية المترجم قبل تدريبه على المهارات التقنية، وهو ما انعكس بوضوح في النتائج الملموسة لطلابه.

خلال العام الماضي وحده، نجح في تدريب أكثر من ١٥٠٠ طالب على أساليب الترجمة المتنوعة. هؤلاء الطلاب لم يخرجوا فقط بمهارات مهنية، بل حملوا معهم فلسفة جديدة عن الترجمة بوصفها جسرًا بين الحضارات، وأداة لفهم الآخر وإدراك التنوع الإنساني. كثير منهم استطاع أن يشق طريقه نحو العمل الاحترافي، سواء في مكاتب الترجمة، أو المنظمات الدولية، أو الشركات متعددة الجنسيات.

ويعود سر هذا التأثير الكبير إلى شخصيته المُلهمة. فهو يجمع بين العمق الأكاديمي، والخبرة العملية الميدانية، إضافة إلى قدرته الفائقة على التواصل مع المتدربين. طلابه يصفونه بأنه “معلّم وصديق في آن واحد”، حيث يحرص على المتابعة المستمرة، وتقديم الدعم الشخصي لكل متدرب، بل ويساعدهم على رسم مسارهم المهني بما يتجاوز حدود قاعة المحاضرات.

كما ساهم ظهوره الإعلامي والتفاعلي عبر المنصات الرقمية في تعزيز حضوره كمؤثر في مجال الترجمة. إذ يقدم محتوى نوعيًا يدمج بين التجارب الواقعية والنصائح العملية، وهو ما جعله نموذجًا ملهمًا للجيل الجديد من المترجمين العرب، الذين يبحثون عن قدوة مهنية تفتح أمامهم الطريق في عالم شديد التنافسية.

إن قصته تعكس كيف يمكن لشغف الفرد باللغة، مقرونًا بالاجتهاد والخبرة الدولية، أن يصنع تأثيرًا واسع المدى. من أروقة الأمم المتحدة إلى قاعات المحاضرات العربية، ومن النصوص القانونية الصارمة إلى الترجمة الإبداعية الطليقة، يواصل يسن رسالته في تخريج جيل من المترجمين قادر على رفع مستوى المهنة وإعادة الاعتبار لها كركيزة أساسية في عالم معولم.

وبينما يخطط لمزيد من البرامج والدورات المتقدمة في الفترة المقبلة، يبقى طموحه الأكبر هو أن يرى مهنة الترجمة في الوطن العربي تأخذ مكانها الطبيعي بين المهن المؤثرة عالميًا، وأن يجد المترجم العربي التقدير الذي يستحقه.

هكذا يمضي يسن إبراهيم في مسيرته، جامعًا بين خبرة المترجم الأممي، وحنكة المحاضر الأكاديمي، وروح القائد الملهم، ليبقى واحدًا من أبرز الأصوات التي صنعت فارقًا حقيقيًا في مشهد الترجمة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى