الكيمياء بلغة الإبداع هكذا يسير قانون الأستاذ عمر سليمان مثالًا مشرفًا للشاب المصري الطموح، الذي جمع بين العلم والحب والإخلاص.

في وقت تتعالى فيه الأصوات المنادية بتجديد طرق التعليم وتطوير العملية التعليمية بما يواكب احتياجات العصر، يبرز نموذج مُلهم لشاب قرر أن يجعل من مهنته رسالة سامية قبل أن تكون مجرد وظيفة. هذا النموذج يتمثل في الأستاذ عمر سليمان، خريج كلية التربية بجامعة الإسكندرية، قسم كيمياء – إنجلش، والذي استطاع أن يحجز لنفسه مكانة مميزة بين معلمي مادة الكيمياء على مستوى المرحلة الثانوية العامة.
وُلِد ونشأ في قلب مدينة الإسكندرية، تلك المدينة الساحلية التي تجمع بين عبق التاريخ وروح الإبداع. من سنوات دراسته الأولى، كان شغوفًا بالعلوم الطبيعية، ولا سيما الكيمياء، التي وجد فيها عالمًا من الدقة والجمال والخيال العلمي. كان يقضي ساعات طويلة في المختبرات المدرسية، يتأمل التفاعلات الكيميائية كما لو كانت لوحات فنية نابضة بالحياة. هذا الشغف دفعه لاختيار كلية التربية قسم الكيمياء باللغة الإنجليزية، ليجمع بين حب العلم والقدرة على التواصل بلغة عالمية تفتح أمامه آفاقًا أرحب.
منذ أن التحق بميدان التدريس، تميز بكونه مدرسًا مختلفًا، يضع الطالب في قلب العملية التعليمية، ويجعل الكيمياء مادة قريبة من عقولهم وقلوبهم. فهو لا يكتفي بشرح المعادلات والتفاعلات، بل يربط بين ما يدرسه الطالب وبين الحياة اليومية من حوله، فيرى الطالب أن الكيمياء ليست مجرد أرقام ورموز، بل هي سر الماء والهواء والغذاء والدواء، وهي التي تفسر ما يحدث داخل أجسامنا وما يحيط بنا من طبيعة.
يشتهر بأسلوبه التفاعلي داخل الفصل. يعتمد على الحوار والأسئلة الذكية التي تحفز عقول الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات. كما يوظف التكنولوجيا الحديثة في شرحه، فيستخدم العروض التقديمية، ومقاطع الفيديو العلمية، والتجارب المبسطة التي تجعل الطالب يعيش لحظة الاكتشاف بنفسه. ويؤكد دائمًا أن الهدف ليس الحفظ والتلقين، وإنما الفهم العميق الذي يبقى أثره طويلًا.
ومن أبرز ما يميزه أيضًا اهتمامه بالحالة النفسية لطلابه. فهو يعي أن طالب الثانوية العامة يعيش ضغوطًا كبيرة خلال هذه المرحلة الفاصلة من حياته، فيحاول أن يكون المعلم والصديق في آن واحد. يستمع إليهم، يشاركهم همومهم، ويمنحهم جرعات متجددة من الثقة بالنفس والتحفيز. كثير من طلابه يشهدون أنه لم يكن مجرد معلم للكيمياء، بل كان مصدرًا للإلهام والتشجيع في مسيرتهم الدراسية.
لم يتوقف عند حدود التدريس التقليدي، بل يسعى دائمًا لتطوير نفسه. يشارك في دورات تدريبية تخص طرق التدريس الحديثة والتقنيات التعليمية، ويطلع باستمرار على أحدث المراجع العلمية باللغتين العربية والإنجليزية. هذا الحرص على التطوير الذاتي انعكس على طلابه، حيث سجل الكثير منهم درجات متميزة في مادة الكيمياء، بل ونجح بعضهم في الفوز بمسابقات علمية على مستوى الجمهورية.
إلى جانب دوره في الفصل الدراسي، يؤمن برسالة التعليم خارج الجدران. يشارك في مبادرات لنشر الثقافة العلمية بين طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، ويقدم ورش عمل مبسطة لتعريف الطلاب بأهمية الكيمياء في حياتنا. كما يعمل على توعية أولياء الأمور بكيفية دعم أبنائهم نفسيًا وعلميًا خلال فترة الثانوية العامة.
كما يحلم بمستقبل تكون فيه الكيمياء مادة محبوبة وليست معقدة، مادة تفتح للطلاب آفاقًا في التفكير والإبداع، وتدفعهم لاختيار تخصصات علمية مؤثرة في مستقبل الوطن. كما يطمح إلى إعداد محتوى علمي رقمي يساعد الطلاب على التعلم الذاتي، ويجعل المعرفة متاحة بسهولة لكل طالب أينما كان.
في النهاية، يبقى الأستاذ عمر سليمان مثالًا مشرفًا للشاب المصري الطموح، الذي جمع بين العلم والحب والإخلاص، ليصنع فرقًا في حياة طلابه. نموذج يستحق أن يُسلّط عليه الضوء، لأنه يثبت أن التعليم حين يقوده معلم صادق ومخلص، فإنه يصبح أداة لبناء العقول وصناعة المستقبل.