مربي الأجيال وصاحب القدوة النبيلة” محمد أبو العنين” إسم يتلألأ في سماء التعليم بمحافظة الدقهلية

في قلب محافظة الدقهلية، وتحديدًا من مدينة ميت غمر التي طالما أهدت مصر العديد من العقول اللامعة، يسطع نجم جديد في سماء التعليم، هو الأستاذ محمد أبو العنين، المعروف بين طلابه وزملائه بلقبه المحبب “أبو العنين”. ليس مجرد اسم يتردد بين جدران الفصول، بل هو رمز للإخلاص في التعليم، والتميز في الأداء، والعطاء بلا حدود.
ولد محمد أبو العنين ونشأ في ميت غمر، تلك المدينة التي تمزج بين العراقة والطموح. منذ نعومة أظافره، بدا شغوفًا بالعلم، محبًا للطبيعة والظواهر الكونية، وكان دائمًا ما يُدهش من حوله بفضوله وأسئلته الدقيقة حول أسرار الكون والحياة. هذا الشغف كان الشرارة التي أشعلت بداخله حب العلوم، وجعلته يختار طريق التعليم ليكون منصة ينقل من خلالها هذا العشق إلى أجيال متتابعة من الطلاب.
تخرّج أبو العنين في كلية العلوم، ثم حصل على دبلومة تربوية، ليبدأ بعدها مسيرته كـ مدرس علوم للمرحلة الإعدادية، ثم توسع في تدريسه ليصبح مدرس علوم متكاملة للمرحلة الثانوية. ومنذ أن بدأ التدريس، لم يكن مجرد معلّم يشرح المناهج، بل كان مربيًا وصديقًا ومُلهمًا لطلابه. استطاع بذكائه التربوي أن يحوّل مادة العلوم – التي قد يراها البعض صعبة – إلى رحلة استكشافية ممتعة، حيث تذوب المفاهيم المعقدة في بساطة شرحه، وتنقلب الدروس النظرية إلى تجارب حية وأمثلة من الواقع.
ما يميزه عن غيره هو أسلوبه الخاص في التدريس؛ حيث يمتزج الشرح العلمي الدقيق بروح الدعابة، مما يجذب انتباه الطلاب ويجعلهم أكثر تفاعلًا. يؤمن بأن الطالب لا يتعلم فقط من الكتاب، بل من الحياة، ولذلك دائمًا ما يربط الدروس بالواقع المعاش، مستعينًا بالتكنولوجيا والوسائل الحديثة لشرح الظواهر الطبيعية والفيزيائية والكيميائية بطريقة عملية.
كما يهتم بتنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، ويشجعهم على طرح الأسئلة، ويُولي أهمية خاصة للأنشطة العملية والمناقشات الجماعية. وهذا ما جعل حصته مصدر إلهام ومصدر معرفة في آنٍ واحد، حيث يشعر الطالب خلالها بأنه يعيش مغامرة علمية لا تُنسى.
يحظى أبو العنين بحب واحترام كبيرين من طلابه، ليس فقط لتمكنه العلمي، بل لأنه أب وأخ وصديق في آن واحد. يعرف كيف يحتويهم، ويشعر بقلوبهم قبل عقولهم، ويمنحهم الدعم النفسي والتربوي في أصعب الأوقات. أولياء الأمور كذلك يرون فيه نموذجًا يُحتذى به في الالتزام والأمانة، ويشيدون بدوره في رفع المستوى التحصيلي والسلوكي لأبنائهم.
إلى جانب كونه معلمًا متميزًا، يحرص على المشاركة المجتمعية، حيث ينظّم ورش عمل، ويشارك في القوافل التعليمية، ويقدّم مبادرات مجانية لدعم الطلاب غير القادرين. كما يستخدم منصات التواصل الاجتماعي في تقديم محتوى تعليمي مجاني، يُسهّل المعلومة ويوصلها بطرق عصرية، مما جعله من الأسماء المحببة في الأوساط التعليمية.
كما يرى أن دوره لا يقتصر على توصيل المعلومة، بل يمتد إلى بناء الإنسان. يؤمن أن كل طالب يحمل بداخله عبقريًا ينتظر من يكتشفه، ويؤمن أن المعلم الحقيقي هو من يُشعل شموع العلم في عقول تلاميذه، لا من يملأها معلومات محفوظة.
في زمن ندر فيه المخلصون، يبرز محمد أبو العنين كرمز للمعلم الحقيقي، الذي لا ينتظر شكرًا ولا تصفيقًا، بل يرى في نجاح طلابه مكافأته الكبرى. من ميت غمر، يواصل “أبو العنين” كتابة فصول من التميز، ويُثبت يومًا بعد يوم أن التعليم رسالة، ومن يحملها بصدق يصنع المجد لنفسه ولوطنه.