20 عاماً لمسيرة مهنية مشرّفة للأستاذ محمد زاهر في خدمة اللغة العربية.

في قلب مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث الأصالة والعراقة، يسطع نجم من نجوم التعليم المميزين، الأستاذ محمد زاهر إبراهيم، معلم أول لغة عربية، الذي وهب نفسه لتعليم الأجيال متعة تعلم اللغة العربية، على مدار أكثر من 20 عامًا من العطاء والخبرة.
وُلد الأستاذ محمد زاهر ونشأ في مدينة طنطا، مدينة العلم والعلماء، حيث تأصلت فيه محبة اللغة العربية منذ صغره. حصل على ليسانس الآداب عام 1999، ثم واصل رحلته التعليمية بالحصول على دبلوم عام في التربية عام 2001، ليبدأ بعدها مشوارًا تعليميًا حافلًا بالجهد والإخلاص والتفاني في خدمة لغتنا الأم.
بفضل خلفيته الأكاديمية المتميزة وشغفه العميق باللغة العربية، استطاع الأستاذ محمد أن يترك بصمة واضحة في كل مدرسة عمل بها، مقدّمًا نموذجًا يُحتذى في الالتزام، والإتقان، والتطوير المستمر، حيث يعتبر أن اللغة العربية ليست مجرد مادة دراسية، بل ثقافة وهوية ورسالة يحملها بكل فخر.
عُرف بين طلابه وزملائه بحبه الشديد للتعليم، وحرصه الدائم على إيصال اللغة العربية بأسلوب مشوّق وسلس، يمزج بين عمق القواعد وسحر البلاغة، وبين الطرح المبسط والشرح الوافي، مما جعل دروسه محط أنظار الطلبة، ينتظرونها بشغف، ويخرجون منها وهم أكثر حبًا وفهمًا للغة الضاد.
خلال سنوات عمله، لم يتوقف عن تطوير نفسه، فكان دائم الحضور في الدورات التدريبية، يطالع الجديد في المناهج وطرق التدريس الحديثة، ويحرص على توظيف الوسائل التكنولوجية في الحصة الدراسية، لخلق بيئة تعليمية تفاعلية، تُحفز الطالب وتجعله شريكًا حقيقيًا في العملية التعليمية.
أما عن زملائه في الميدان التربوي، فيشهدون له بالدماثة والاحترام، وبأنه لا يبخل بخبرته على أحد، فكان ولا يزال مرجعًا لزملائه الجدد، يقدّم لهم الدعم والنصح، ويشاركهم أفكاره المبتكرة في تدريس اللغة العربية.
وتأكيدًا على رسالته الإنسانية والتعليمية، لم تكن غرفة الصف وحدها ساحة عطائه، بل امتدت جهوده لتشمل المشاركة في الأنشطة الثقافية والمسرحية، وإعداد البرامج الإذاعية المدرسية، التي أبرزت مهارات الطلاب، وربطتهم بجماليات اللغة وتاريخها المجيد.
في حديثه عن مسيرته، يؤكد الأستاذ محمد زاهر أن أجمل لحظات حياته هي تلك التي يرى فيها بريق الفهم في عيون طلابه، ويقول: “متعة تعلم اللغة العربية تكمن في أن تعيشها، لا أن تحفظها فقط. عندما يشعر الطالب أن الكلمة تنبض بالحياة، يكون قد بدأ بالفعل في عشقها”.
ويضيف: “رسالتي كانت وستبقى دائمًا أن أزرع في طلابي محبة اللغة العربية، لأنها مفتاح فهم القرآن، والهوية، والتاريخ، وأداة التعبير عن الذات”.
اليوم، وبعد أكثر من عقدين في ميادين التعليم، لا يزال الأستاذ محمد زاهر إبراهيم نموذجًا للمعلم المخلص، الذي لا يقيس نجاحه بعدد السنوات، بل بعدد العقول التي أنارها، والقلوب التي أحبته، والأرواح التي تأثرت بجميل علمه وخلقه.
ختامًا، فإن تكريم أمثال الأستاذ محمد زاهر لا يكون فقط بالأوسمة أو الكلمات، بل بنقل تجربته للأجيال القادمة، والاحتفاء المستمر بما يقدّمه من عطاء يومي، هو وزملاؤه من معلمي اللغة العربية، الحريصين على أن تبقى لغة الضاد حيّة نابضة في وجدان الأمة.