
في عالم الإدارة التعليمية، لا تبرز الكفاءات الحقيقية فقط من خلال الإنجازات الظاهرة، بل من خلال ما يُبذل من جهد خلف الكواليس، وما يُغرس من قيم في صميم العمل اليومي. ومن بين النماذج التي تجسد هذه المعاني بكل إخلاص، تبرز الأستاذة صفاء صبحي، الوكيل الحصري لجامعة نيويورك الدولية للماجستير والدكتوراة المهنية مديرة مكتب أكاديمية الدكتور أشرف ثابت، كعلامة فارقة في المشهد الأكاديمي والإداري، وركن أصيل من أركان نجاح المؤسسة.
منذ اللحظة الأولى لدخولها الأكاديمية، لم تكن الأستاذة صفاء مجرد مديرة مكتب تقوم بالمهام الإدارية، بل كانت مشروع نجاح متكامل. تمتاز بقدرة فطرية على التنظيم، تقترن بذكاء عملي وخبرة مكتسبة، جعلتها تدير اليوميات المعقدة للأكاديمية بكفاءة ملحوظة، يلحظها كل من تعامل مع هذه المؤسسة.
ما يميز أداء الأستاذة صفاء هو إحساسها العالي بالمسؤولية، فهي لا تنظر إلى العمل كواجب وظيفي فحسب، بل كرسالة تؤمن بها. لذلك، نجدها أول الحاضرين صباحًا، وآخر من يغادر، تتابع كل تفصيلة، صغيرة كانت أو كبيرة، لتضمن أن منظومة العمل تسير في سلاسة، وأن كل دارس أو باحث يجد ما يحتاجه في بيئة محفزة وآمنة.
كما لا تكتفي بكونها مديرة للمكتب، بل تُعدّ صمام أمان للأكاديمية، مستشارة موثوقة للزملاء، وداعمًا نفسيًا ومعنويًا للطلبة. فهي تُحسن الإصغاء، وتُجيد التوجيه، وتملك من الهدوء والحكمة ما يجعلها ملاذًا لكثيرين في لحظات التوتر أو الغموض.
البيئة التي تُشرف على إدارتها تنبض بالحياة، وتشيع فيها روح التآلف، والاحترام المتبادل، والتحفيز المستمر، وهي أمور لا تتحقق إلا إذا تولاها شخص يمتلك القدرة على التأثير الإيجابي في من حوله. وهذا ما تفعله صفاء ببساطة نابعة من القلب، واحترافية ناتجة عن فهم عميق لديناميكيات العمل الأكاديمي.
من أبرز مساهماتها كذلك، إشرافها على تنظيم الفعاليات وورش العمل التي تعقدها الأكاديمية بشكل دوري، والتي لم تكن لتخرج بالصورة الراقية التي عهدها الجميع، لولا إدارتها المحكمة ومتابعتها الدقيقة. كل مناسبة تحمل بصمتها الواضحة، من حيث التنظيم والانضباط وحُسن الاستقبال والضيافة، مما جعل الأكاديمية وجهة موثوقة للمؤتمرات والأنشطة العلمية.
علاقات الأستاذة صفاء بزملائها وطلبتها تقوم على أساس متين من الاحترام والتقدير والاحتواء. هي الإنسانة التي تتعامل بروح الفريق، وتؤمن بأن الإنجازات الكبرى لا يصنعها فرد واحد، بل تتحقق بتعاون الجميع وتقدير كل دور مهما بدا صغيرًا.
ولأن المؤسسات العريقة لا تُبنى على المظهر فقط، بل على الجوهر، كانت الأستاذة صفاء مثالًا يحتذى به في الجمع بين الجودة والإنسانية، بين الإدارة الحازمة والتواصل الإنساني، بين المهنية العالية والروح الطيبة. تلك المعادلة التي يصعب تحقيقها، نجحت صفاء في أن تجعلها واقعًا يوميًا داخل الأكاديمية.
إن الحديث عن الأستاذة صفاء صبحي ليس مجرد إشادة بموظفة مخلصة، بل هو توثيق لقصة نجاح ملهمة، ورصد لتجربة تستحق أن تُروى في كل محفل يُعنى بالجودة والتميز في العمل المؤسسي.
قد تصعد الأستاذة صفاء إلى منصات التكريم كثيرًا، لكنها بلا شك تصنع مجدًا هادئًا من وراء الكواليس، مجدًا تعكسه ابتسامة طالب حصل على الدعم في الوقت المناسب، أو ارتياح زائر وجد النظام والاهتمام، أو تقدير زميل شعر أنه يعمل ضمن أسرة متماسكة. هكذا تُصنع المؤسسات الناجحة، وهكذا تكون صفاء صبحي… قلبًا نابضًا في جسد الأكاديمية.