الدكتورة” زينب عمارة ” إسم من ذهب في سجل الطب المصري ورحلة علمية وإنسانية متكاملة في خدمة صحة الأسرة والطفل.

في عالم يموج بالتحديات الصحية، تبرز شخصيات طبية ملهمة كرّست حياتها من أجل رفعة الإنسان وسلامة الأسرة، ومن بين هذه النماذج المشرفة تأتي الدكتورة زينب عمارة، استشاري طب باطني أطفال وأخصائي طب الأسرة، كواحدة من القامات الطبية المضيئة التي جمعت بين التخصص والرحمة، وبين العلم والتطوير المستمر.
بدأت الدكتورة زينب مسيرتها العلمية بكلية الطب بجامعة عين شمس، وهي من أعرق المؤسسات الطبية في مصر والعالم العربي، حيث حصلت على ماجستير طب الأطفال في مايو عام 2001، وهو التخصص الذي اختارته بشغف للتعامل مع أرق القلوب وأبسط الأرواح: الأطفال. ومنذ ذلك التاريخ، وهي تنسج قصة نجاح طبي وإنساني مع كل طفل تُسهم في شفائه، وكل أسرة تُخفف عنها ألمها.
ولأنها تؤمن بأن الطب رسالة لا تتوقف عند حد معين، واصلت رحلتها العلمية بحصولها على ماجستير في طب الأسرة أيضًا من جامعة عين شمس في مايو 2020، لتجمع بذلك بين تخصصين متكاملين يخدمان النواة الأساسية للمجتمع: الأسرة.
لم تتوقف حدود المعرفة عند الماجستير، فقد سعت الدكتورة زينب عمارة إلى التميز والاطلاع العالمي، فحصلت على دبلومة فنية في الطب النفسي والاجتماعي من معهد الطب النفسي التأهيلي في بريطانيا، وهو توجه يبرز مدى إيمانها بأهمية الجانب النفسي والاجتماعي في التشخيص والعلاج، خاصة في فئة الأطفال الذين يحتاجون لرعاية شاملة نفسية وبدنية.
كما حصلت على دبلومة فنية في الجودة الصحية من جامعة القاهرة، لتؤكد التزامها بأعلى معايير الرعاية الصحية، بالإضافة إلى دبلومة فنية في مكافحة العدوى من جامعة عين شمس، وهي من الدبلومات الحيوية التي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة المرضى والكوادر الطبية في آنٍ واحد.
ومن منطلق رؤيتها الشاملة للصحة المجتمعية، حصلت الدكتورة زينب على البورد الدولي في الرضاعة الطبيعية من أستراليا، لتدعم الأمهات في مرحلة من أدق مراحل حياة أطفالهن، وتوفر لهن الإرشادات العلمية والتغذية السليمة التي تضمن بناء جيل قوي وصحي.
وفي مجال التخصصات الدقيقة، تابعت الدكتورة زينب دراستها لتحصل على دبلومة فنية في مرض السكري من المعهد العالي لتطوير الأطباء والتثقيف الصحي – رابطة الأطباء العرب، ثم دبلومة في السكري من جامعة نيو جيزة، بالشراكة مع البورد البريطاني للسكري والجمعية البريطانية لأطباء الغدد الصماء والسكري، مما جعلها من القلائل الذين يجمعون بين العمق الأكاديمي والخبرة السريرية في علاج مرض السكري لدى الأطفال والكبار.
إن تميز الدكتورة زينب لا يقتصر فقط على الشهادات والدراسات، بل يمتد إلى حضورها الإنساني العميق مع مرضاها. فهي لا تعالج الأعراض فحسب، بل تتفهم دوافع الألم، وتشارك الأسرة رحلتها العلاجية من منطلق طبي وإنساني في آنٍ واحد.
وبين عياداتها في القاهرة ومشاركاتها العلمية في المؤتمرات المحلية والدولية، تواصل الدكتورة زينب رسالتها في التثقيف الطبي ونشر الوعي، لا سيما فيما يخص صحة الأطفال، والتغذية، والتعامل مع الأمراض المزمنة والنفسية.
إن تجربة الدكتورة زينب عمارة تمثل نموذجًا حقيقيًا لما يجب أن يكون عليه الطبيب في القرن الحادي والعشرين: طبيب متعلم، إنساني، متطور، يحمل على عاتقه أمانة الجسد والروح، ويضع مصلحة المريض نصب عينيه دائمًا.
وبين صفحات كتبها، وأصوات المرضى الذين يشكرونها، تقف الدكتورة زينب شامخة كواحدة من رموز الطب المعاصر في مصر والعالم العربي، وسفيرةً لصحة الإنسان في كل مراحله.