مقالات
أخر الأخبار

بأسلوبها الفريد “هند عادل محمود” معلمة مصرية تضيء طريق الأطفال نحو اللغة الإنجليزية بكورس “Play and Say”.  

 

في مدينة الإسكندرية العريقة، وبين أزقتها التي تحكي عبق التاريخ وروح البحر، تظهر دائمًا نماذج ملهمة في مجال التعليم، ومن أبرز هذه النماذج في الآونة الأخيرة المعلمة المتميزة هند عادل محمود، الحاصلة على ليسانس الآداب، والمتخصصة في تدريس اللغة الإنجليزية للأطفال بأسلوب يجمع بين العلم، الحب، والابتكار.

تخرجت هند من كلية الآداب، حيث درست اللغة الإنجليزية وأتقنتها، لكنها لم تكتفِ بذلك، بل قررت أن تسلك درب التعليم، وتهب نفسها لمساعدة الأطفال على حب اللغة الأجنبية الأولى في مصر، بطريقة مختلفة تمامًا عن المعتاد. كانت شغوفة منذ البداية بفكرة أن يتعلم الطفل من خلال اللعب، المرح، والتفاعل، بدلًا من الحفظ والتلقين، وها هي الآن تحقق هذا الحلم من خلال كورسها الفريد “Play and Say”.

 

بلقاء خاص معها قائلة : “التعليم مش بس معلومات، التعليم رسالة، وكل طفل بيدخل فصلي هو مشروع إنسان ناجح لازم أؤمن بيه من أول يوم”. بهذه الفلسفة، بدأت في تطوير كورس Play and Say، الموجه خصيصًا للأطفال في المراحل العمرية الصغيرة، والهادف إلى تعليمهم اللغة الإنجليزية من خلال الألعاب، التفاعل، الأغاني، والأنشطة الحركية والإبداعية.

لا يقتصر الكورس على مجرد تعليم الكلمات أو القواعد، بل يتضمن مواقف حياتية وتمثيل أدوار، بحيث يستطيع الطفل التعبير عن نفسه باللغة الإنجليزية بشكل طبيعي وتلقائي. يعتمد الكورس على استراتيجيات التعليم النشط (Active Learning)، وهي من أحدث الطرق في تعليم اللغات، وتمنح الطفل فرصة للمشاركة بدلاً من التلقي فقط.

 

في جلسات “Play and Say”، يسود جو من المرح الممزوج بالتركيز. الطفل يلعب ويتفاعل، يضحك ويغني، وفي الوقت ذاته، يتعلم مفردات جديدة، يعزز نطقه الصحيح، ويتعرف على القواعد دون أن يشعر أنه في “حصة تقليدية”. وتؤكد هند أن هذا الأسلوب أثبت فعاليته بشكل كبير، حيث لاحظ أولياء الأمور تحسنًا ملحوظًا في مستوى أطفالهم من حيث النطق، الثقة في النفس، والقدرة على التواصل باللغة الإنجليزية.

أولياء الأمور أنفسهم صاروا يشاركون في العملية التعليمية من خلال بعض الأنشطة المنزلية التي تقترحها هند، والتي تهدف إلى تعزيز المحتوى الذي يتعلمه الطفل داخل الكورس بطريقة مرنة ومحببة.

 

تسعى هند دومًا لتطوير نفسها وكورسها. تتابع أحدث ما يُنشر في طرق تدريس الأطفال، وتحرص على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، سواء من خلال استخدام الوسائل السمعية والبصرية، أو من خلال منصات إلكترونية تتيح للأطفال مراجعة ما تعلموه في البيت بطريقة ممتعة.

كما تقوم بتقييم شامل للأطفال قبل وأثناء وبعد الكورس، بحيث تضع خطة مناسبة لكل طفل حسب مستواه، وهذا ما يجعل الكورس مناسبًا لجميع الأطفال بمختلف الفروق الفردية بينهم.

 

كما لا ترى نفسها مجرد “معلمة لغة”، بل تعتبر نفسها صانعة أمل ومربية جيل. تحلم بأن يكون لها مركز متكامل لتعليم الأطفال اللغات بطريقة تفاعلية، وأن يتوسع كورس “Play and Say” ليصل إلى كل بيت مصري، بل وكل طفل عربي.

تقول بابتسامة دافئة: “أنا مش بس بعلم الأطفال إنجليزي، أنا بعلمهم يحبوا نفسهم، يتكلموا بثقة، يعبروا عن اللي جواهم… واللغة دي مجرد وسيلة للانطلاق، مش نهاية الطريق.”

وفي زمن بات التعليم فيه تحديًا، تظل نماذج مثل هند عادل محمود بارقة أمل حقيقية، تجدد الإيمان بأن هناك معلمين قادرين على صناعة الفرق، وتحويل العلم من عبء إلى متعة، ومن درس إلى رحلة اكتشاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى