مقالات
أخر الأخبار

“شريف الغزالي ” أخصائي نفسي يُحوّل مهاراته إلى رسالة علمية هادفة ويُبدع في تحويل المحتوى العلمي إلى تجربة بصرية.

في زمن تشتد فيه الحاجة إلى التوعية النفسية، ويزداد فيه الإقبال على المحتوى الهادف وسط ضجيج لا ينتهي من المواد الترفيهية، يبرز إسم “شريف الغزالي” كواحد من الأصوات الهادئة التي اختارت أن تسير عكس التيار، واضعًا نصب عينيه هدفًا نبيلاً: نشر العلم النفسي بأسلوب احترافي، بسيط، ومتاح للجميع.

شريف الغزالي، إبن مدينة سمنود الهادئة، خريج ليسانس الآداب، قسم علم النفس، لم يكتف يومًا بالحصول على شهادة جامعية فقط، بل رأى أن العلم رسالة لا تكتمل إلا إذا انتقل من صاحبه إلى الناس. ولذلك، سلك طريقًا مزدوجًا: طريق التخصص المهني كأخصائي نفسي، وطريق النشر الرقمي كمُنتِج لمحتوى علمي مصوَّر يُعرض على يوتيوب.

يعمل شريف حاليًا في مركز “حقي أتعلم” بمدينة المنصورة – حي توريل، حيث يقدم الدعم النفسي والاستشارات التربوية للأطفال والأهالي، ويركّز بشكل خاص على الفئات الخاصة، مثل ذوي صعوبات التعلم واضطرابات التخاطب. ومن هذا التخصص الدقيق، جاءت الحاجة إلى تطوير الذات، فحصل على دورة في التخاطب، وأخرى في صعوبات التعلم، سعيًا لفهم احتياجات الأطفال بشكل أدق، وتقديم أفضل الأدوات لهم ولذويهم.

لكن الجانب المهني لم يكن هو الوحيد الذي انشغل به شريف. فمع تزايد تأثير الإنترنت ومواقع التواصل، أدرك مبكرًا أن المعركة الحقيقية اليوم هي في المحتوى. فقرر أن يطور من نفسه في مجالات التصوير، والمونتاج، وكتابة السيناريو العلمي. وبدلاً من الاكتفاء بالشرح داخل الجدران الأربعة للمركز، حمل الكاميرا والميكروفون، وبدأ يصنع محتوى علميًا دقيقًا بلغة بسيطة، موجهًا جهده إلى اليوتيوب، ليصل إلى كل بيت، وكل طالب، وكل أم تبحث عن فهم سلوك طفلها، أو معلم يريد أن يطوّر أدواته.

ويقول شريف في أحد تعليقاته على مشروعه الرقمي:
“كل خطوة في تعلمي للتصوير والمونتاج كانت بهدف واحد: نشر العلوم. لم أتعلم هذه المهارات من باب الهواية، بل لأنني مؤمن أن العلم لا بد أن يُعرض بشكل يليق به، ويصل بشكل فعّال للجمهور.”

وبالفعل، جاءت سلسلة الفيديوهات التعليمية التي أطلقها على قناته في اليوتيوب بمثابة خطوة رائدة في الجمع بين التخصص النفسي والأسلوب الإعلامي.
رابط السلسلة على اليوتيوب:

السلسلة تم تنفيذها بدقة عالية، بدءًا من كتابة المحتوى، إلى الإخراج الفني، إلى المونتاج النهائي. وهي ليست مجرد فيديوهات نظرية، بل تحمل بعدًا تطبيقيًا، حيث تقدم حلولًا واقعية لمشاكل يواجهها أولياء الأمور والمعلمون والأخصائيون في حياتهم اليومية.

ولأنه يعتبر أن التعلم لا يتوقف، فقد استغرق مشروع تطوير مهاراته في الإنتاج المرئي ما يقرب من 3 سنوات، تنقل فيها بين العديد من الورش، والدورات، والتجارب العملية، إلى أن وصل إلى مستوى يُمكّنه من تحويل المفاهيم الأكاديمية المعقدة إلى محتوى جذاب واحترافي.

اليوم، يُعد شريف الغزالي نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين العلم والإعلام، بين التخصص والرسالة، بين الأهداف الشخصية والطموحات المجتمعية. فهو لم يكتف بتطوير نفسه كأخصائي نفسي، بل أعاد صياغة أدواته لتصبح جزءًا من مشروع أوسع، مشروع نشر الوعي النفسي بطريقة جديدة، ذكية، وبعيدة عن التنظير الممل.

في زمن كثرت فيه الأصوات، يُمكن القول بثقة إن صوت شريف الغزالي من سمنود هو أحد الأصوات التي تستحق أن تُسمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى