مقالات
أخر الأخبار

بكفاءة وإحترافية تصنع الفارق” أحمد حمدي نوار” أصغر مدير مدرسة في مصر يجمع بين القيادة والتدريس والتكنولوجيا.

في قلب محافظة القليوبية، وتحديدًا بإدارة غرب شبرا الخيمة التعليمية، يلمع نجم شاب يُعد نموذجًا فريدًا ومُلهمًا للقيادة التعليمية الحديثة في مصر، إنه الأستاذ أحمد حمدي نوار، ابن قرية دروة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والذي أصبح في وقت قياسي أصغر مدير مدرسة في مصر، وهو لا يزال في مطلع الثلاثينيات من عمره.

حصل الأستاذ أحمد على ليسانس الآداب والتربية قسم اللغة الإنجليزية، ومنذ تخرجه، تميز بأسلوبه المختلف في التدريس، وشغفه الشديد بمجال التعليم، وقدرته على كسب ثقة الطلاب وزملائه بسرعة. عمل نوار معلمًا ومحاضرًا للغة الإنجليزية في العديد من المؤسسات التعليمية، وكان دائمًا صاحب رسالة تؤمن بأن التعليم لا يقتصر على الحفظ والتلقين، بل يجب أن يكون بوابة لاكتشاف المواهب، وتطوير التفكير، وتعزيز المهارات الحياتية.

في عام 2023، تولى أحمد نوار منصب مدير مدرسة دمنهور شبرا الرسمية للغات، ليصنع بذلك إنجازًا غير مسبوق، حيث أصبح أصغر من تولى إدارة مدرسة رسمية للغات في مصر، وهو لا يزال في سن يُعد فيه الكثير من أقرانه في بداية مشوارهم المهني. لكن نوار لم يكتف باللقب، بل شرع على الفور في تنفيذ رؤية عصرية للتعليم ترتكز على التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والتحفيز الإيجابي للطلاب والمعلمين على حد سواء.

من أبرز ما يميزه، أنه رغم انشغاله بمهام الإدارة اليومية، لم يتخلّ عن حبه الأول: تدريس اللغة الإنجليزية. فقد أصر على الاستمرار كـ معلم داخل الفصول الدراسية، يشرح، ويحفز، ويتابع طلابه بنفسه، ليبقى على اتصال مباشر بأرض الواقع، ويؤكد عمليًا أن القائد الحقيقي هو من لا ينفصل عن تفاصيل العمل، بل يعيشه بكل جوارحه.

ويقول عنه طلابه: “مستر نوار مش بس مدير، ده كمان أخ كبير وصديق ومعلم ملهم. بنحب شرحه وبنحب شخصيته.. بيخلينا نحب الإنجليزي ونتعلمه بمتعة.” هذه الكلمات العفوية تلخص سر نجاحه الحقيقي، وهو تلك العلاقة الفريدة التي نسجها مع طلابه، فأصبح قدوة ومُلهمًا، وليس فقط مسؤولًا إداريًا.

أما عن استخدامه للتكنولوجيا، فيُعد الأستاذ أحمد نوار من أوائل من أدخلوا أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في بيئة التعليم اليومي داخل المدرسة. فقد طوّر نظامًا لمتابعة أداء الطلاب والمعلمين باستخدام تطبيقات إلكترونية، ودرّب الكوادر على استخدام وسائل العرض الذكية والتفاعل مع المنصات التعليمية الحديثة، ما جعل مدرسة دمنهور شبرا الرسمية نموذجًا يُحتذى في الرقمنة والتطوير التربوي.

كما يشهد له المعلمون داخل المدرسة بأنه قائد محفّز، يقدّر الجهود، ويشجع على المبادرات الفردية، ويوفّر بيئة تعليمية صحية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل. وقد أطلق العديد من المبادرات التطوعية داخل المدرسة، مثل “فصل بلا تنمر”، و”معلم صديق للطالب”، و”صباحك إنجليزي”، والتي تهدف إلى تحسين البيئة التعليمية والارتقاء بالمستوى الثقافي واللغوي للطلاب.

لم يكن النجاح الذي حققه أحمد نوار محض صدفة، بل نتاج رؤية واضحة، وطموح لا يعرف حدودًا، وحرص دائم على تطوير الذات، فقد حضر العديد من ورش العمل والدورات التدريبية في القيادة التربوية وتكنولوجيا التعليم، وأصبح من الأصوات الشابة المؤثرة في تطوير التعليم بمصر.

ختامًا، يمثل أحمد حمدي نوار نموذجًا حيًا للجيل الجديد من القيادات التعليمية الشابة، التي تحمل لواء التغيير، وتؤمن بأن التعليم رسالة قبل أن يكون وظيفة، وأن النجاح الحقيقي هو أن تترك أثرًا طيبًا في نفوس من تقودهم. ومن المؤكد أن مسيرته ستشهد مزيدًا من الإنجازات في السنوات القادمة، لتكون قصة ملهمة لكل معلم شاب يحلم بأن يكون قائدًا حقيقيًا في مجاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى