الدكتور محمد الحداد نموذج يمزج بين الطموح والمعرفة، وبين الخدمة والرؤية، ليصنع لنفسه قصة نجاح تكتب بأحرف من ذهب في مجال العلاج الطبيعي.

في قلب مدينة المنصورة، وتحديدًا في محافظة الدقهلية، يسطع نجم شاب طموح إستطاع أن يثبت نفسه في مجال العلاج الطبيعي ويصنع لنفسه اسمًا بين المتخصصين رغم صغر سنه. إنه الأخصائي محمد الحداد، خريج كلية العلاج الطبيعي – جامعة القاهرة، واحد من أبناء الدقهلية الذين يشرفون محافظتهم على الساحة الطبية والعلمية.
منذ لحظة تخرجه، حمل حلمًا واضحًا: أن يقدم خدمة علاجية راقية ومبنية على أسس علمية حديثة، تنقل مفهوم العلاج الطبيعي من مجرد جلسات تقليدية إلى منظومة شاملة تعالج السبب لا العرض. وقد تحقق ذلك الحلم من خلال مركزه المتخصص “دلتا للعلاج الطبيعي – إدارة الفاكير” بمدينة المنصورة، والذي أصبح وجهة متميزة لكل من يبحث عن علاج متخصص لتشوهات العمود الفقري ومشاكل العظام والعضلات.
ما يميزه ليس فقط دراسته الأكاديمية المتينة، بل حرصه على التخصص الدقيق والدراسة المتواصلة. فقد اختار مجالًا يعد من أكثر التخصصات صعوبة ودقة في العلاج الطبيعي، وهو علاج تشوهات العمود الفقري والجنف (Scoliosis)، الذي لا يتقنه سوى عدد محدود من الأخصائيين، خاصة في المحافظات.
ولم يكتفِ بالدراسة المحلية، بل سعى للحصول على اعتماد من أربع مدارس دولية متخصصة في هذا المجال، ليصبح من القلائل في مصر الذين يحملون هذا الكم من الشهادات المتقدمة في علاج الجنف وتشوهات العمود الفقري، مثل “الحدبة” و”ميل الحوض” وغيرها من الحالات التي تؤثر على جودة حياة المريض بشكل كبير.
كما حصل على اعتماد رسمي من مدرسة Kinetic Control العالمية، وهي واحدة من أقوى المدارس المعتمدة في أوروبا لعلاج مشاكل عدم اتزان قوى العضلات والتحكم الحركي، والتي تعتبر المفتاح لفهم وعلاج العديد من الإصابات المزمنة التي يعاني منها المرضى دون سبب واضح.
يعد مركز “دلتا للعلاج الطبيعي” الذي أسسه ويديره الدكتور محمد الحداد، من المراكز المتخصصة القليلة التي تقدم برامج علاجية فردية مبنية على تقييم شامل ودقيق للحالة، باستخدام أحدث ما توصل إليه العلم في تقييم وعلاج اختلالات العمود الفقري ومشاكل العضلات.
ويعتمد في عمله على فلسفة علمية حديثة تقول إن “العضلة الضعيفة لا تحتاج فقط لتقوية، بل لفهم سبب ضعفها”، ومن هنا يبدأ رحلة التشخيص والعلاج بخطة مفصلة لكل حالة، سواء كانت لطفل يعاني من جنف في سن المراهقة، أو شاب يعاني من انزلاق غضروفي مزمن، أو امرأة تعاني من اختلالات عضلية بعد الولادة.
ما يلفت النظر في قصة محمد الحداد هو ثقة المرضى الكبيرة به، حيث يعتمد عليه كثير من الأهالي في متابعة حالات أبنائهم المصابين بتشوهات العمود الفقري، خاصة أن نتائج العلاج تظهر بشكل واضح وملحوظ خلال أشهر من بداية البرنامج العلاجي.
كما يحظى بإشادة من عدد كبير من الأطباء المتخصصين في العظام والأعصاب، الذين يوصون مرضاهم بالتوجه إليه لمتابعة العلاج التأهيلي، لما لمسوه من التزامه العلمي وأسلوبه المتطور الذي يجمع بين العلاج اليدوي والتدريب الحركي الوظيفي.
رغم النجاح الكبير، يظل محمد الحداد شابًا بسيطًا يحرص على أن تصل خدماته إلى الجميع، ويؤمن بأن “الطب رسالة قبل أن يكون مهنة”، وهو ما يظهر جليًا في أسعاره الرمزية، ورغبته الدائمة في توعية المجتمع بخطورة إهمال تشوهات العمود الفقري، خاصة في مراحل النمو المبكر للأطفال.
وختامًا، يمكن القول إن محمد الحداد هو نموذج ملهم لشباب مصر الواعد، الذي استطاع أن يمزج بين الطموح والمعرفة، وبين الخدمة والرؤية، ليصنع لنفسه ولبلده قصة نجاح تكتب بأحرف من ذهب في مجال العلاج الطبيعي.