مقالات

الشيف محمد محمد علي: رحلة الطهي من البساطة إلى العالمية

في عالم الطهو، تبرز أسماءٌ تخلّدها النكهات التي تتركها في ذاكرة كل من تذوّق أطباقها، ومن بين هذه الأسماء يسطع نجم الشيف محمد محمد علي، الذي نجح في رسم مسيرة استثنائية تجمع بين الأصالة والابتكار، والذوق العربي الرفيع بروحٍ عصرية.

البدايات المتواضعة

وُلد الشيف محمد محمد علي في إحدى ضواحي مدينة الإسكندرية، حيث تربّى في أسرة مصرية بسيطة تحب الطعام وتقدّره كجزء أساسي من الحياة اليومية. تعلّم منذ صغره فنون الطهي على يد والدته، التي كانت تعدّ أشهى الأطباق التقليدية، مثل الملوخية، الكشري، والمسقعة. ومنذ ذلك الوقت، لم يكن المطبخ بالنسبة له مجرد مكان لتحضير الطعام، بل مساحة للإبداع والتجريب.

من مطابخ محلية إلى العالمية

بدأ محمد مشواره المهني في مطاعم صغيرة، حيث حرص على تعلم تقنيات الطهي المختلفة، سواء الشرقية أو الغربية. ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بأكاديمية متخصصة في فنون الطهو، وهناك صقل موهبته على يد طهاة عالميين، وبدأ يطور أسلوبه الخاص الذي يمزج بين النكهات المصرية التقليدية والعناصر الحديثة في تقديم الأطباق.

سافر لاحقًا إلى أوروبا للعمل في عدد من المطاعم المرموقة في باريس وروما، ما أكسبه خبرة دولية وأسلوبًا راقيًا جعله يضع بصمته الخاصة في كل طبق يقدّمه.

فلسفة الطهو الخاصة به

يؤمن الشيف محمد بأن “الطعام هو لغة عالمية”، وأنه من خلال طبق بسيط يمكن رواية حكاية طويلة عن حضارة، وتاريخ، وذكريات. لذلك، يحرص دائمًا على تقديم وصفات تكرّم التراث المصري، لكنه يضيف إليها لمسة معاصرة، سواء في طريقة التقديم أو اختيار المكونات.

من أبرز أطباقه المميزة:
• فتة البط المدخن بلمسة زعفران
• كشري الفاصوليا السوداء والكينوا
• بسبوسة الكراميل المملح

الجوائز والإنجازات

حاز الشيف محمد محمد علي على عدة جوائز مرموقة في عالم الطهو، من بينها:
• أفضل شيف شاب في الوطن العربي (2019)
• جائزة الابتكار في المطبخ الشرق أوسطي (2021)
• وافتتح مؤخرًا مطعمه الخاص في دبي، والذي يحمل اسمه، ويُعد من الوجهات الراقية لمحبي المطبخ الشرقي الحديث.

شخصية ملهمة

إلى جانب نجاحه المهني، يُعد محمد قدوة للكثير من الطهاة الشباب، حيث يقدّم ورش عمل، ويشارك في برامج للطهي على التلفزيون، كما يكرّس جزءًا من وقته لتعليم الطهو في المدارس المجتمعية ودعم مبادرات التغذية في المناطق الفقيرة.

الشيف محمد محمد علي ليس مجرد طاهٍ بارع، بل هو فنان يحمل رسالة: أن الطهي ليس فقط لإشباع الجوع، بل لتغذية الروح والوجدان. إنه مثال على أن الشغف والمثابرة يمكن أن يحوّلا الموهبة إلى قصة نجاح يُحتذى بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى