في رحاب التعليم.. محمد الحسيني يحوّل الكيمياء من معادلات إلى شغف في قلوب طلابه ويصنع الأوائل في كل عام.

من قلب مدينة الإسكندرية، حيث تتعانق عراقة التاريخ مع إشراقة المستقبل، يبرز إسم الأستاذ محمد الحسيني كواحد من المعلمين الشباب الذين غيّروا المفهوم التقليدي للتدريس، ونجحوا في جعل الكيمياء مادة محببة للطلاب بعد أن كانت من أكثر المواد التي تسبب رهبة للبعض.
تخرج الأستاذ محمد في كلية العلوم، حاصل على بكالوريوس علوم بتخصص عميق جعله متمكنًا من المادة علميًا وعمليًا، قرر منذ بداية مشواره أن لا يكون مجرد ناقل للمعلومة، بل أن يكون صاحب رسالة، ومعلمًا مؤثرًا، وصانعًا لنهضة تعليمية صغيرة تبدأ من فصله الدراسي وتمتد آثارها إلى عقول وقلوب المئات من طلابه.
بدأ الأستاذ محمد مسيرته التعليمية منذ 7 سنوات، وخلال هذه الفترة القصيرة نسبيًا إستطاع أن يثبت نفسه بقوة في ميدان التدريس، خاصة في مادة الكيمياء التي لطالما اعتُبرت مادة صعبة ومعقدة لدى العديد من الطلاب. لكنه استطاع بذكائه التربوي، وفهمه العميق لطبيعة الطالب في المرحلة الثانوية، أن يطوّع المادة بأسلوب سهل وسلس، ويمزج بين القواعد العلمية والشرح الواقعي، ليجعل الكيمياء أقرب للحياة منها إلى المعادلات الجافة.
يتميّز بأسلوب تعليمي فريد، يعتمد على التفاعل المباشر، وضرب الأمثلة الحية، والتجارب العملية التي يقوم بها بنفسه داخل الفصل كلما سنحت الفرصة، إيمانًا منه بأن الطالب حين “يرى” التجربة أو يشارك فيها، فإن المعلومة تترسخ بشكل لا يُنسى. كما أنه لا يكتفي بما تقدمه المناهج، بل يحرص على إثراء الدروس بمعلومات إضافية شيقة، وتوضيحات تربط المادة بعالم الطلاب اليومي ومستقبلهم المهني.
وعن علاقته بطلابه، يقول بعضهم إن “الأستاذ محمد لا يشرح فقط، بل يُشعل فينا شغف الاكتشاف”، ويؤكد آخرون أن الكيمياء أصبحت بفضله “مادة ننتظرها بشغف”، وهذا ما يطمح إليه كل معلم ناجح. فالمعلم الجيد هو من يغيّر نظرة طلابه للمادة، ويجعل من الحصة الدراسية مساحة للإبداع، لا مجرد حفظ للمعلومات.
كما لم يتوقف تأثيره داخل جدران الفصل فقط، بل أصبح يقدم حصصًا إلكترونية ودروسًا مسجلة عبر الإنترنت، لمساعدة الطلاب في الإسكندرية وخارجها، وخاصة في الفترات التي تعذّر فيها الحضور المباشر. وقد لاقت هذه الدروس تفاعلًا كبيرًا، وأثبتت قدرته على استخدام أدوات التعليم الحديثة بما يخدم رسالته التعليمية.
ويحرص أيضًا على تطوير نفسه باستمرار، من خلال حضور الدورات التربوية وورش العمل، والاطلاع على أحدث المناهج العالمية في تدريس الكيمياء، كما يُعرف بحبه للمطالعة العلمية وتتبّع الجديد في عالم الكيمياء التطبيقية، مما ينعكس على أسلوبه المبتكر داخل الفصل.
لم يكن النجاح المهني وحده هو هدفه، بل يؤمن الأستاذ محمد بأن دوره يتجاوز حدود الكيمياء إلى بناء جيل واثق من نفسه، يمتلك أدوات التفكير النقدي، ويعرف كيف يحل المشكلات، ويستعد لمستقبل علمي ومهني مشرق.
اليوم، وبعد 7 سنوات من العمل الجاد، أصبح اسم محمد الحسيني علامة مميزة بين مدرسي الكيمياء في الإسكندرية، بل وأصبح قدوة للعديد من زملائه من المعلمين الشباب الذين يسيرون على خطاه، باحثين عن التميز الحقيقي لا بالشهرة أو الألقاب، بل بالأثر الذي يتركونه في نفوس طلابهم.
وفي زمن تكثر فيه التحديات التعليمية، يظل الأستاذ محمد الحسيني نموذجًا للمعلم المصري الأصيل، الذي يحمل على عاتقه رسالة العلم، ويبذر الأمل في عقول الأجيال القادمة.