المرأة المصرية كفائتها بألف رجل “أم إياد”وبصمتها المميزة في عالم الكفرات والمفروشات والديكور أثبتت جدارتها بكفاءة.

في قلب قرية شبشير الحصة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، تلمع قصة نجاح ملهمة لامرأة شابة استطاعت أن تفرض نفسها بقوة في عالم المشغولات اليدوية والمفروشات. إنها فاطمة السيد، الشهيرة بـ “أم إياد”، ذات الـ32 عامًا، والتي تحولت بموهبتها وإصرارها إلى اسم بارز في مجال الكفرات والستائر والمفروشات والانتريهات والركنات.
منذ سنوات قليلة، لم تكن فاطمة تتوقع أن شغفها البسيط بالخياطة وتصميم المفروشات سيقودها إلى أن تصبح واحدة من الأسماء المعروفة في قريتها ومحيطها، لكن العزيمة والابتكار كانا المفتاح. فقد بدأت عملها من داخل منزلها، بخطوات متواضعة، مستخدمة ماكينة خياطة صغيرة وبعض الأقمشة التي وفرتها بجهد. ومع مرور الوقت، صار الطلب يزداد على منتجاتها، لما تتميز به من جودة عالية ولمسة فنية تجمع بين الأصالة والحداثة.
“البيت المصري لا يخلو من اللمسة الجميلة”، هكذا تقول أم إياد، وهي تشرح فلسفتها في العمل. فهي ترى أن الستائر والكفرات والركنات ليست مجرد قطع قماش، بل عناصر تضيف الروح والدفء لأي منزل. لذلك، تحرص على اختيار الأقمشة بعناية فائقة، وتبتكر تصميمات عصرية تلبي مختلف الأذواق، مع الحفاظ على الأسعار المناسبة لعملائها، وهو ما جعلها قريبة من الناس وموضع ثقة لديهم.
ما يميزها ليس فقط مهارتها اليدوية، بل أيضًا شغفها بالتطوير والتجديد. فهي تتابع باستمرار خطوط الموضة في عالم الديكور والمفروشات، وتعمل على دمجها بلمسة محلية تناسب طبيعة المجتمع المصري. ومن هنا، أصبحت منتجاتها مزيجًا بين الذوق الرفيع والعملية، سواء في الكفرات التي تحمي وتزين الأثاث، أو في الستائر التي تعكس أناقة البيوت، أو في تصميمات الركنات والانتريهات التي تضيف لمسة عصرية وجذابة.
تؤكد أم إياد أن رحلتها لم تكن سهلة، فقد واجهت العديد من التحديات في البداية، خاصة في إقناع الزبائن بمنتجاتها وسط المنافسة الكبيرة. لكنها اعتمدت على مبدأ “الجودة أولاً”، وهو ما جعل عملها يتحدث عنها دون الحاجة إلى دعاية كبيرة. ومع الوقت، صارت منتجاتها تصل إلى قرى ومدن مجاورة، بل وأصبحت مقصدًا لمن يبحث عن التميز والتجديد.
كما تفتخر بدعم عائلتها لها، وخاصة زوجها وأبناؤها، الذين كانوا سندًا لها في رحلتها. وتعتبر أن لقبها “أم إياد” ليس مجرد اسم شهرة، بل هو عنوان لمسؤولية كبيرة كأم وامرأة عاملة في الوقت ذاته. فهي تسعى دائمًا لأن تكون قدوة لغيرها من السيدات، وتؤكد أن النجاح لا يرتبط بسن أو مكان، وإنما بالإرادة والعمل الجاد.
تخطط أم إياد حاليًا للتوسع بشكل أكبر، من خلال افتتاح ورشة أكبر مجهزة بأحدث الماكينات، لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها، وكذلك لتوفير فرص عمل لبعض السيدات والفتيات من قريتها، حتى تساعدهن على بناء مستقبل أفضل. فهي ترى أن نجاحها الحقيقي لا يكتمل إلا حين تشارك غيرها من النساء نفس التجربة، وتفتح أمامهن أبواب الرزق الكريم.
لقد استطاعت فاطمة السيد أن تثبت أن المرأة المصرية قادرة على الإبداع وصناعة الفارق في أي مجال تعمل فيه. ومن داخل قرية بسيطة بمحافظة الغربية، صنعت لنفسها اسمًا لامعًا في عالم المفروشات والديكور، وأصبحت قصتها مصدر إلهام لكل من يحلم بتحويل الموهبة إلى مشروع ناجح.
وبين الإبرة والخيط، وبين الأقمشة ذات الألوان الزاهية، تواصل أم إياد حياكة قصة نجاح جديدة كل يوم، قصة عنوانها الإصرار، الطموح، والإبداع.