رحلة علم وعطاء بخبرة عالمية ورؤية إنسانية للدكتورة “سماح إبراهيم” تعيد تعريف مفهوم العلاج الشامل وتضع بصمة فريدة في مجال الصحة.

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتضاعف فيه التحديات الصحية المرتبطة بنمط المعيشة، يبرز اسم الدكتورة سماح إبراهيم كأحد النماذج المضيئة في مجال العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، لتجسد قصة نجاح مهنية وعلمية تستحق التقدير.
تنتمي الدكتورة سماح إلى جيل من الأطباء الذين آمنوا بأن العلم رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، فجمعت بين بكالوريوس العلاج الطبيعي وبين دكتوراه في التغذية العلاجية من جامعة القاهرة، لتخط مسارًا فريدًا يدمج بين التخصصين، بهدف تقديم رعاية صحية شاملة تساعد المرضى ليس فقط على التعافي من آلامهم الجسدية، بل أيضًا على استعادة التوازن الغذائي الذي يعد أساس العافية.
ولأن الطموح لا يعرف سقفًا، حصلت على دبلومة التغذية العلاجية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، لتضيف بعدًا عالميًا إلى خبراتها الأكاديمية والعملية، ما مكنها من الاطلاع على أحدث ما وصل إليه العلم في مجال التغذية العلاجية وربط ذلك بواقع المريض العربي. هذا الجمع بين التعليم المحلي والعالمي أتاح لها أن تكون مرجعًا موثوقًا للباحثين عن حياة صحية متوازنة.
وتعمل اليوم استشاريًا للتغذية العلاجية والعلاج الطبيعي بمدينة الإسكندرية، حيث تضع خبرتها الطويلة في خدمة المجتمع. وتمتاز بقدرتها على تقديم حلول شاملة تناسب كل مريض وفقًا لاحتياجاته الفردية، سواء كان يعاني من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، أو من مشكلات في العمود الفقري والمفاصل تحتاج إلى تدخل العلاج الطبيعي.
كما أدركت مبكرًا أن المريض لا ينفصل جسده عن غذائه، وأن العلاج الحقيقي يبدأ من فهم العادات الغذائية وتصحيحها، لذا ركزت على دمج برامج التغذية العلاجية مع خطط العلاج الطبيعي لتقديم نهج متكامل يساعد على الشفاء وتحسين جودة الحياة. هذا التكامل جعلها تحقق نتائج مبهرة في حالات كثيرة، لدرجة أن بعض مرضاها وصفوا تجربتهم معها بأنها “نقطة تحول” في حياتهم.
إلى جانب عملها الاستشاري، تضع اهتمامًا كبيرًا بالتوعية المجتمعية. فهي تؤمن أن الوقاية خير من العلاج، وتحرص على نشر ثقافة الغذاء الصحي من خلال محاضرات وورش عمل وندوات تثقيفية، مستهدفة الشباب والسيدات وربات البيوت وحتى الرياضيين، لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الغذاء، ولتأكيد أن الصحة تبدأ من طبق الطعام.
أما في مجال البحث العلمي، فقد شاركت في العديد من الأبحاث التي تربط بين التغذية العلاجية وتأثيرها المباشر على سرعة الاستشفاء بعد الإصابات أو العمليات الجراحية. وتعتبر من الأصوات البارزة التي تدعو إلى دمج التغذية العلاجية كجزء أساسي من الخطط العلاجية في المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل.
وتؤكد أن رسالتها الإنسانية تتجاوز حدود العيادة، إذ ترى أن الطبيب الناجح هو من يضع بصمة في حياة مجتمعه. ومن هنا جاء حرصها على تدريب الأجيال الجديدة من الأطباء وأخصائيي التغذية والعلاج الطبيعي، لتزويدهم بالمعرفة والخبرة التي تؤهلهم لمواجهة التحديات الصحية المتزايدة.
إن مسيرة تلهم الكثير من الشباب، خاصة الفتيات، لتؤكد أن النجاح لا يعرف حدودًا إذا اقترن بالإصرار والعلم والنية الصادقة لخدمة الناس. ففي الإسكندرية، حيث تحتضن البحر والتاريخ، برز اسمها كرمز للعطاء والتميز، وكشخصية تركت أثرًا إيجابيًا في حياة آلاف المرضى والمتابعين الذين وجدوا فيها طبيبة قريبة من قلوبهم قبل أن تكون خبيرة في تخصصها.
وفي عالم يزداد فيه الوعي بقيمة الصحة وجودة الحياة، تبقى تجربة الدكتورة سماح إبراهيم مثالاً حيًا على أن الجمع بين العلم والرحمة هو الطريق الأقصر للوصول إلى قلب المريض وعقله. فهي لا تعالج الجسد فحسب، بل تبني جسرًا من الثقة مع كل من يلجأ إليها، لتثبت أن الطبيب الحقيقي هو الذي يمنحك الأمل قبل الدواء، والخطة قبل الوصفة، والحب قبل النصيحة.