مقالات

خبرة تمتد لأكثر من 16 عامًا ورسالة تعليمية تتجاوز حدود الفصل “وسيم محمد قطب” صانع محتوى تعليمي ومؤكدًا أن رسالة التعليم لا تنتهي عند باب الفصل، بل تمتد إلى بناء مستقبل الوطن كله.

في قلب مدينة طنطا، وتحديدًا من مركز قطور بمحافظة الغربية، يسطع إسم الأستاذ وسيم محمد قطب، المعروف بين طلابه ومحبيه بلقب “وسيم أبو أسيل”، كأحد أبرز معلمي اللغة العربية في مصر خلال السنوات الأخيرة. فقد إستطاع أن يضع بصمته الواضحة في ميدان التعليم، سواء داخل الفصول الدراسية أو من خلال مؤلفاته التعليمية التي أصبحت مرجعًا لا غنى عنه لطلاب الثانوية العامة.

حصل على ليسانس آداب وتربية من جامعة طنطا، تلك الجامعة العريقة التي خرّجت أجيالًا من المعلمين المتميزين. ومنذ أن تخرج قبل أكثر من ستة عشر عامًا، اختار أن يسلك طريق التدريس، مؤمنًا برسالة التعليم ودوره في بناء الإنسان قبل صناعة الدرجات. ومع مرور الوقت، لم يكن مجرد معلم يشرح المناهج، بل أصبح صديقًا وداعمًا ومُلهمًا لآلاف الطلاب.

 

يتمتع الأستاذ وسيم بخبرة واسعة في مجال تدريس اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة، حيث عمل بجد واجتهاد على مدار ستة عشر عامًا متواصلة. خلال هذه السنوات، لم يتوقف عن تطوير نفسه وابتكار أساليب جديدة في الشرح، معتمدًا على التبسيط والربط بين القواعد النظرية والأمثلة العملية، حتى يسهل على الطالب استيعاب المادة دون عناء أو تعقيد.

وقد انعكس هذا الجهد الكبير في تميز طلابه عامًا بعد عام، إذ حقق العديد منهم مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية، وأشادوا جميعًا بالدور المحوري لمعلمهم في رحلتهم الدراسية.

 

لم يكتفِ بالتدريس داخل الفصول، بل شارك في إثراء المكتبة التعليمية بسلسلة من المؤلفات المميزة التي لاقت إقبالًا واسعًا من الطلاب والمعلمين على حد سواء. فقد كان أحد مؤلفي كتاب “كيان” في اللغة العربية، ذلك الكتاب الذي حاز ثقة الطلاب وأولياء الأمور نظرًا لدقته وشموليته.

كما شارك في تأليف “النحو الموجز”، الذي تميز بالتركيز والاختصار دون الإخلال بالقواعد الأساسية، فكان خير معين للطلاب في مراجعاتهم النهائية. ولم يتوقف عطاؤه عند هذا الحد، بل كان من مؤلفي “البلاغة الموجزة”، الذي أعاد للبلاغة رونقها وسهولتها، وجعلها مادة محببة بدلًا من أن تكون عبئًا ثقيلًا على الطلاب.

ومن أهم إنجازاته أيضًا إطلاقه لسلسلة تعليمية تحمل اسمه، وهي “سلسلة الوسيم في اللغة العربية”، التي جمعت بين الخبرة الطويلة واللمسة الإبداعية. فهذه السلسلة لم تكن مجرد كتب، بل كانت مشروعًا متكاملًا يهدف إلى تمكين الطلاب من فهم اللغة العربية بمختلف فروعها: نحو، صرف، بلاغة، وأدب، بطريقة سهلة وعصرية.

وقد ساعدت هذه السلسلة آلاف الطلاب على تحقيق درجات متميزة في مادة اللغة العربية، حتى أصبحت علامة فارقة في مجال الكتب التعليمية المخصصة للثانوية العامة.

كما لا يقتصر دوره على شرح الدروس، بل يتبنى فلسفة أوسع تقوم على بناء الطالب نفسيًا وتربويًا قبل أن يكون تعليميًا فقط. فهو يؤمن بأن الطالب الناجح هو ثمرة لمعلم يعرف كيف يغرس فيه الثقة والقدرة على مواجهة التحديات. ولهذا يحرص دائمًا على أن يكون قريبًا من طلابه، يستمع إليهم ويوجههم ويشجعهم على تحقيق أهدافهم.

اليوم، وبعد رحلة استمرت أكثر من ١٦ عامًا في خدمة اللغة العربية، أصبح وسيم أبو أسيل مثالًا يُحتذى به للمعلم العصري الذي يجمع بين الأصالة والتجديد. فهو يحافظ على قيمة اللغة العربية كهوية وثقافة، وفي الوقت نفسه يوظف أحدث الطرق التربوية ليلبي احتياجات الأجيال الجديدة.

ويظل حلمه الأكبر أن يرى اللغة العربية في مكانتها التي تستحقها بين الطلاب، لغة محبة وسهلة وقريبة من قلوبهم، لا مادة للحفظ فقط. ولذلك يواصل جهوده بلا كلل، ساعيًا إلى تطوير مناهجه وأساليبه، ومؤكدًا أن رسالة التعليم لا تنتهي عند باب الفصل، بل تمتد إلى بناء مستقبل الوطن كله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى