مقالات

معلم عصري جمع بين العلم، والإبداع، والروح الإنسانية الأستاذ “محمد عمار” شعلة أمل تضيء طريق التطوير الحقيقي، وتجعل من المدرسة ساحة للتفكير والإبداع، لا مجرد مكان للحفظ والامتحان.

في زمن يبحث فيه الطلاب عن أسهل الطرق لاجتياز الامتحانات، يبرز إسم الأستاذ “محمد أحمد عمار” أو كما يعرفه طلابه ومحبيه باسم “محمد عمار”، كأحد النماذج التعليمية المضيئة التي أعادت لمادة الرياضيات بريقها، وللدراسة معناها الحقيقي القائم على الفهم والإبداع والتحدي.

حاصل على بكالوريوس علوم وتربية من جامعة الزقازيق، ويعمل معلم أول “أ” لمادة الرياضيات بالمرحلة الثانوية، في محافظة الشرقية، بين مدينتي الحسينية وفاقوس، حيث ترك بصمة واضحة في تطوير أساليب شرح الرياضيات وجعلها مادة محببة لطلاب الثانوية العامة.

منذ بداية مشواره التعليمي، آمن أن الطالب لا يحتاج إلى الحفظ بقدر ما يحتاج إلى من يُقرب له المعلومة بأسلوب ممتع، وأن النجاح في تدريس الرياضيات لا يعتمد فقط على المعادلات والأرقام، بل على روح المدرس وطريقته في توصيل المعلومة. ومن هنا انطلقت فكرته المميزة التي أصبحت حديث الطلاب والمعلمين على حد سواء: “مسابقات أعلى سكور”.

جاءت فكرة “أعلى سكور” من رؤية مختلفة للتعليم، حيث رأى أن التنافس الشريف بين الطلاب يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتحفيزهم على التفوق. فحول المذاكرة من واجب ثقيل إلى تحدٍ مشوّق، يتسابق فيه الطلاب لتحقيق أعلى النقاط أو “السكور” في حل المسائل والتطبيقات.

هذه الفكرة المبدعة انتشرت بسرعة كبيرة داخل مدارس الشرقية، وحققت تفاعلاً واسعًا بين طلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي. كما أصبحت المسابقات منصة لاكتشاف الطلاب المتفوقين، وتشجيعهم على تنمية قدراتهم في التفكير والتحليل وحل المشكلات.

وفي كل جولة من جولات المسابقة، يضيف لمسة جديدة تجعلها أكثر تشويقًا، مثل تقسيم الطلاب إلى فرق، أو تخصيص جوائز رمزية للفائزين، أو إدخال عناصر من الألعاب التعليمية الحديثة. وبهذا استطاع أن يخلق بيئة تعليمية ممتعة تحفّز الطالب على التعلم بجدية ومرح في آنٍ واحد.

لم تتوقف إبداعاته عند حدود المسابقات فقط، بل أطلق مشروعًا آخر يحمل بصمته الخاصة، وهو سلسلة “حصص عمار”، التي تُعد واحدة من أبرز المبادرات التعليمية في الشرقية.
في هذه السلسلة، يقدم دروسًا تفاعلية للطلاب بأسلوب مبسط يعتمد على الشرح بالفهم والتطبيق الفوري، بعيدًا عن الحفظ أو التلقين. يستخدم في حصصه أساليب حديثة مثل الربط بين المسائل الحياتية والرياضية، وتقديم الأمثلة الواقعية التي تقرّب المفاهيم من أذهان الطلاب.

وقد حازت سلسلة “حصص عمار” على إعجاب واسع من طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور، الذين أشادوا بقدرته على تبسيط المفاهيم الصعبة، وجعل الطالب يشعر بالثقة في التعامل مع أي مسألة، مهما بلغت صعوبتها.

 

ما يميزه ليس فقط مهارته في الشرح، بل شخصيته القريبة من الطلاب، وحرصه الدائم على دعمهم نفسيًا قبل أكاديميًا. فهو يؤمن بأن الطالب يحتاج إلى من يزرع بداخله حب النجاح، قبل أن يلقنه القوانين والمعادلات. لذلك، يتعامل مع طلابه كأصدقاء، يستمع لهم، ويشجعهم، ويمنحهم الدافع لمواصلة طريقهم بثقة.

لقد أصبح محمد عمار قدوة لجيل كامل من طلاب الشرقية، الذين يرون فيه نموذجًا للمعلم العصري الذي جمع بين العلم، والإبداع، والروح الإنسانية. ومع كل يوم يمر، يواصل محمد عمار رسالته التعليمية بشغف لا ينطفئ، مؤمنًا بأن التعليم ليس وظيفة، بل رسالة حياة.

وفي وقتٍ يعاني فيه التعليم من التحديات، يبقى أمثال محمد عمار شعلة أمل تضيء طريق التطوير الحقيقي، وتجعل من المدرسة ساحة للتفكير والإبداع، لا مجرد مكان للحفظ والامتحان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى