حوادث

قصة “بئر المنيا” كاملة.. أم مريضة بالسرطان انتظرته 13 يومًا عند الحفرة، والبطل الذي انتشله يكشف لـ”بصراحة”: “خرج سليم بعد 33 ساعة من البحث وكنت هلحقه” – أخبار الجمهورية

بعد 13 يومًا من الترقب والألم، كُتبت نهاية مأساة “بئر المنيا” في منطقة “8 أبو هشيما” بالمنيا الغربية، والتي شغلت الرأي العام. القصة لم تكن مجرد حادث سقوط في بئر، بل ملحمة إنسانية بطلتها أم مكلومة مريضة بالسرطان، وبطل من أهالي القرية خاطر بحياته لانتشال جثمان “عبد الوهاب محمد”، العامل البسيط الذي سقط في البئر أثناء عمله.
​المشهد الأكثر قسوة طوال الأيام الماضية، والذي رصده “موقع بصراحة”، كان للسيدة والدة “عبد الوهاب”. هذه الأم، ورغم صراعها مع مرض السرطان، رفضت أن تغادر محيط البئر لحظة واحدة. 13 يومًا قضتها تفترش الأرض، عينها معلقة على الحفرة التي ابتلعت ابنها، رافضة كل محاولات إقناعها بالراحة، ومتمسكة بأمل واحد: أن ترى جثمانه ليلقى دفنًا يليق به.
​القصة تعود إلى 9 أكتوبر الجاري، حين خرج “عبد الوهاب محمد عبد الوهاب” وشهرته “أحمد محمد عبد الوهاب” (33 عامًا) من قريته “بانوب” بديروط كـ”عامل عادي” باحثًا عن فرصة عمل يومية، وذهب برفقة عمال آخرين إلى الموقع المحدد في “8 أبو هشيما” بالمنيا للعمل في هدم بئر قديم، وهناك انهالت عليه الرمال فجأة، ليسقط في البئر على عمق 18 مترًا ويلقى مصيره مختنقًا.
​البطولة جاءت أيضًا من “ابن البلد”، ففي تصريحات خاصة ومثيرة لـ “موقع بصراحة”، روى البطل “علي محمد علي”، ابن قرية بانوب (مسقط رأس الضحية)، والذي تطوع لانتشال الجثمان، تفاصيل 33 ساعة متواصلة من الرعب تحت الأرض.
​أكد “علي” أنه بعد 33 ساعة من الحفر المتواصل، فوجئ بأن الجثمان كان سليمًا تمامًا، قائلًا: “والله خرج بكامل ملابسه، سليم مفهوش خدش ولا نقطة دم ولا أي تشوهات، كأنه نايم”. وأضاف “علي” أن البطولة كادت أن تنتهي بكارثة مزدوجة: “في آخر لحظة وأنا بخرجه، أنبوبة الأكسجين خلصت مني، والرمال بدأت تنهار تاني، كنت خلاص هلحقه وأموت معاه، لولا ستر ربنا والأهالي أنقذوني في الثانية الأخيرة”.
​وبعد انتشال الجثمان ليلة أمس، الاثنين 20 أكتوبر (اليوم الـ 12 للحادث)، ظل الجثمان في المنيا لإنهاء كافة الإجراءات واستخراج تصريح الدفن. ووصل الجثمان مساء اليوم، الثلاثاء 21 أكتوبر (اليوم الـ 13)، إلى مسقط رأسه بقرية “بانوب” في ديروط. وهناك، شيعت أعداد مهولة من الأهالي جثمان “عبد الوهاب” في جنازة شعبية مهيبة، حيث تمت صلاة الجنازة عليه في “مسجد الرضاونة” وتم دفنه بعد صلاة العشاء، وسط حضور أكد أنه كان محبوبًا ويتمتع بسيرة طيبة، ليوارى الثرى في مثواه الأخير بمدافن العائلة بالجبل في “قرية الحوطا الشرقية”.

المصدر : وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى