الإهتمام بالطفل هو الطريق إلى مجتمع سليم هكذا عبرت” بسمة كمال” بكلمات توصف كفاءتها في تطوير الوعي النفسي لدى الأطفال والأهالي.

في زمن تتزايد فيه التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأطفال والأسر، تبرز أسماء متفردة استطاعت أن تترك بصمتها في هذا المجال الإنساني الرفيع، ومن بين هذه الأسماء تبرز الأخصائية النفسية بسمة كمال، التي كرّست حياتها لفهم نفسية الطفل والعمل على دعمه وتأهيله نحو النمو السليم نفسيًا وسلوكيًا.
تمتلك بسمة خلفية أكاديمية قوية تجمع بين العلوم النفسية والتربوية واللغوية، ما يجعل رؤيتها في التعامل مع الطفل رؤية شاملة ومتكاملة. فهي حاصلة على بكالوريوس الآداب في علم النفس، وبكالوريوس الآداب في اللغات الشرقية، إلى جانب دبلوم عام في التربية، وهو ما منحها قاعدة علمية متينة تؤهلها لفهم العقل الإنساني وسلوكياته من زوايا متعددة. ولم تتوقف عند هذا الحد، إذ تواصل اليوم مسيرتها الأكاديمية في دراسة الماجستير، لتضيف إلى رصيدها العلمي خبرة بحثية متقدمة في مجالها.
أما في جانب التدريب المتخصص، فقد سعت إلى صقل مهاراتها العملية والمعرفية عبر سلسلة من الدبلومات والدورات المهنية التي تعكس التزامها العميق بتطوير ذاتها لخدمة الطفل والمجتمع. فقد حصلت على دبلوم في اضطرابات النطق واللغة، ودبلوم في الإرشاد النفسي، ودبلوم في الصحة النفسية، ودبلوم في تعديل السلوك، وهي مجالات مترابطة تتيح لها التعامل مع مختلف الحالات النفسية والسلوكية للأطفال باحترافية. كما تلقت تدريبًا في العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وهو أحد أهم الأساليب الحديثة في العلاج النفسي، بالإضافة إلى دورة متخصصة في صعوبات التعلم من جامعة عين شمس، لتصبح قادرة على التعامل مع حالات متنوعة داخل المدارس والمراكز العلاجية.
وعلى الصعيد المهني، تمتلك خبرة ميدانية تمتد لأكثر من 18 عامًا، تنوعت بين التعليم والعلاج النفسي، ما أتاح لها تكوين رؤية متكاملة حول نفسية الطفل. فقد عملت 13 عامًا كمعلمة لمرحلة ما قبل المدرسة في رياض أطفال وطنية ودولية، وهي مرحلة تعد من أهم مراحل تكوين الشخصية والنمو العقلي والعاطفي للطفل. هذا العمل التربوي اليومي منحها فهماً دقيقًا للتحديات التي يواجهها الأطفال داخل الصفوف الدراسية، سواء على مستوى التواصل أو التفاعل أو النمو اللغوي والعاطفي.
وبعد سنوات من العطاء في التعليم، انتقلت إلى مجال العلاج النفسي والتربية الخاصة، حيث عملت 5 سنوات كأخصائية نفسية في مراكز متخصصة، تقدم الدعم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم. ومن خلال هذه التجربة، استطاعت أن تمزج بين رؤية المعلمة التي تراقب وتوجه داخل الصف، ورؤية الأخصائي النفسي الذي يحلل ويدعم ويعالج. هذا الدمج الفريد بين الميدانين التربوي والعلاجي منحها قدرة استثنائية على التعامل مع الأطفال بمرونة وحكمة، وفهم مشاعرهم واحتياجاتهم بعمق إنساني نادر.
وتؤمن بأن الصحة النفسية للطفل هي حجر الأساس لبناء مجتمع سويّ ومتوازن، وأن الوقاية تبدأ من المراحل المبكرة عبر الوعي والتوجيه والتدخل المهني السليم. كما ترى أن دور الأخصائي النفسي لا يقتصر على العلاج فقط، بل يمتد إلى التوعية الأسرية والتربوية، وإعداد جيل من الأطفال قادر على التعبير عن ذاته والتعامل مع ضغوط الحياة بثقة ووعي.
ومن خلال مسيرتها، استطاعت أن تترك أثرًا إيجابيًا في حياة العديد من الأطفال وأسرهم، وأن تسهم في تعزيز ثقافة الوعي النفسي في المدارس والمجتمع. كما تعمل باستمرار على تطوير أدواتها وأساليبها العلاجية لتواكب أحدث ما توصل إليه علم النفس الحديث، مؤمنة بأن الإنسان يستحق دومًا فرصة أفضل للنمو والتوازن.
إن رحلة بسمة كمال ليست مجرد مسيرة مهنية، بل قصة شغف وإنسانية، تروي كيف يمكن للعلم والحب أن يجتمعا في شخص واحد ليصنعا فارقًا حقيقيًا في حياة الآخرين. ومن القاهرة، تواصل الأخصائية بسمة كمال رسالتها النبيلة، واضعة نُصب عينيها هدفًا ساميًا: أن يكون لكل طفل حق في الدعم، ولكل أسرة وعي بحقائق النفس، ولكل مجتمع مستقبل أكثر اتزانًا وسلامًا.