بولس عماد يثير الجدل لأحدث إبداعاتة الروائية ويطرح عنواناً غير متوقع في معرض الكتاب تحت مسمى “ويسكي”

بولس عماد يسير بخطوات ثابتة نحو توسيع آفاق إبداعه، ليجمع بين عالم الأدب والسينما ويحقق نجاحًا لافتًا في معارض الكتاب بأعماله المختلفة.
لا تُعتبر الكتابة مجرد حروف متراصة على الورق، بل هي فن يعكس الإحساس، ويجسد الخيال، ويمنح القارئ نافذة إلى عوالم جديدة. أحد الأسماء التي أبدعت في هذا المجال وحققت نجاحات كبيرة هو الكاتب والسيناريست بولس عماد، الذي صنع لنفسه مكانة بارزة في المشهد الأدبي، قبل أن يأخذ خطوة جديدة نحو عالم السينما من خلال أولى تجاربه السينمائية.
يستعد بولس عماد لخوض تجربة جديدة في مجال السينما، حيث يعمل على كتابة سيناريو فيلم سينمائي جديد، من المقرر أن يبدأ تصويره قريبًا. هذه التجربة تأتي بعد النجاح الذي حققه في مجال الكتابة الأدبية، حيث شاركت أعماله في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحديدًا عبر دار نشر “كتبنا”.
الفيلم الجديد يناقش عددًا من القضايا الهامة التي ظهرت مؤخرًا، حيث تتناول أحداثه جوانب اجتماعية بأسلوب مشوق يجمع بين الإثارة والدراما، ومن المنتظر أن يتعاون فيه مع مجموعة من أبرز نجوم السينما. من المتوقع أن يحقق الفيلم صدى واسعًا بمجرد طرحه، ليكون بذلك أول خطوة له في عالم السينما بعد سنوات من النجاح في الأدب.
قبل أن يخوض غمار السينما، كان بولس عماد قد حقق نجاحًا ملموسًا في المجال الأدبي من خلال عدة إصدارات لاقت استحسانًا واسعًا. حيث نشر ثلاث روايات ودواوين شعرية عبر دار النشر “كتبنا”، وهي:
1)ديوان “مش هواجس” (2019): ديوان شعري باللهجة العامية، يتناول من خلال رباعيات شعرية العديد من القضايا الاجتماعية التي يواجهها الإنسان، مقدّمًا رؤية نقدية للحياة بأسلوب بسيط وواقعي.
2)رواية “حي الورود”: تأخذ القارئ في رحلة إلى العصور الفرعونية من خلال قصة حب خيالية تجمع بين “ليلى” و”سامي سليمان”، حيث تدور أحداث الرواية في عالم الأحلام، مما يضفي عليها طابعًا فلسفيًا وساحرًا.
3)ديوان “صندوق الدنيا”: يُعتبر امتدادًا لديوان “مش هواجس”، حيث يستعرض بأسلوب شعري متميز مجموعة من المواقف والمشاكل الاجتماعية التي يواجهها الأفراد، ويطرح رؤى عميقة تعكس تعقيدات النفس البشرية.
4)أما أحدث أعماله، فكان كتاب “عذرًا لهذا العطل الفني”، الذي قُدم في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023. هذا الكتاب يعتمد على أسلوب جديد، حيث يعرض المشكلات الاجتماعية في إطار قصصي، ويدخل في حوار مع القارئ حول كيفية وقوع هذه المشكلات وطرق تجنبها.
لم يتوقف طموحه عند ذلك، بل إستمر في الإبداع من خلال روايته الجديدة “ويسكي”، التي تنتمي إلى أدب الجريمة والغموض. تأخذ الرواية القارئ إلى مصر في زمن البشوات، حيث تبدأ القصة باختفاء جثة أحد كبار البشوات، وهو الحدث الذي يثير ضجة في القاهرة.
يتصدر المشهد ثلاثة أبطال رئيسيين: سليم، الذي ينطلق في رحلة البحث عن الحقيقة، برفقة الحرامي مقشاط، الذي تعرّف عليه صدفة، ومراد، الذي يسعى لإنقاذ شقيقته من براثن قصر الباشا المختفي. تتشابك الأحداث ليكشف لنا بولس عماد قصة مليئة بالغموض، تتخللها مفاجآت غير متوقعة، حيث يلعب “الحب الملعون” دورًا رئيسيًا في تشكيل مصير الأبطال الثلاثة.
وراء كل هذا النجاح، واجه بولس عماد العديد من التحديات، وعلى رأسها الإحباط الذي قد يواجه أي كاتب في بداية مشواره. لكنه رفض أن يتأثر بالعقبات، بل جعلها دافعًا للاستمرار والتطور. واليوم، وهو يخوض تجربته السينمائية الأولى، يوجه رسالة لكل الموهوبين مفادها: لا تتوقفوا عن الإبداع، ولا تسمحوا للصعوبات بأن تمنعكم من تحقيق أحلامكم.
يبدو أن بولس عماد يسير بخطوات ثابتة نحو توسيع آفاق إبداعه، ليجمع بين عالم الأدب والسينما. فبعد أن حقق نجاحًا لافتًا في معارض الكتاب بأعماله المختلفة، ينتظر جمهوره بشغف أولى خطواته السينمائية، ليكون الفيلم القادم بمثابة بداية جديدة في مشواره الفني.
سواءً كان في الرواية، الشعر، أم السينما، يظل بولس عماد كاتبًا مبدعًا يحمل رؤية فريدة، ويستمر في تقديم أعمال تعكس شغفه وحبه لفن السرد، في رحلة إبداعية لا تزال تحمل الكثير من المفاجآت.
الصور بعدسة بولا حليم