مقالات
أخر الأخبار

ابتهال متولي عبد الحميد: ابنة النور ورسولة اللغة… من إرث الأب إلى ريادة التعليم

"إبتهال متولي عبد الحميد "قصة نجاح معلمة، بل إنسانة تحمل إرثًا من القيم، وشغفًا لا يخبو، ورسالة تعليمية وإنسانية خالدة أضاءتها الإرادة وتوجها الوفاء للأب.

في مدينة الإسكندرية، حيث تلتقي عبق الحضارة بعراقة التعليم، برز اسم الأستاذة ابتهال متولي عبد الحميد، أو كما يعرفها طلابها ومحبوها بإسم الأستاذة “ابتهال علام”، كإحدى النماذج المشرفة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، خاصة في قواعدها النحوية والفونكس، بمنهجية علمية متميزة تجمع بين الأصالة والحداثة.

الأستاذة ابتهال ليست مجرد مدرسة لغة إنجليزية فحسب، بل هي سفيرة للعلم بروح مفعمة بالشغف والامتنان. حصلت على كارنيه مزاولة مهنة تدريس القواعد اللغوية والفونكس، وهي متخصصة في استخدام منهجي “جولي جرامر” و”أكسفورد”، وهما من أكثر المناهج العالمية تطورًا وفاعلية في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال والناشئة. ومن خلالهما، استطاعت أن تحدث فارقًا حقيقيًا في فهم طلابها للغة، عبر ربط الحروف والأصوات بالمعنى، ما يعزز من قدرتهم على التحدث والقراءة والكتابة بسلاسة وثقة.

لكن ما يجعل قصة ابتهال متولي عبد الحميد أكثر إلهامًا، هو ذاك الجذر العميق الذي امتد من والدها الراحل، الأستاذ متولي عبد الحميد علام، والذي شغل منصب مدير عام المواد الأدبية والفلسفية بالأزهر الشريف. لم يكن مجرد تربوي بارز، بل كان والدًا كفيفًا، منحه الله نورًا في بصيرته أضاء دروبًا كثيرة لأسرته وطلابه. وقد ترك في قلب ابتهال بصمة لا تُنسى، كانت هي الحافز الأول في عشقها للغة.

بلقاء خاص معها صرحت الأستاذة ابتهال: “أبي لم يكن يرى بعينيه، لكنه كان يرى بقلبه، وكان يمتلك حسًا لغويًا راقيًا وثقافة واسعة. هو من زرع بداخلي حب اللغة، وكان دائمًا يقول لي: “يا ابتهال، الكلمة قوة، واللغة مفتاح العالم”. ورغم رحيله، لا يمر يوم دون أن أشعر أنه حاضر بروحه معي، وأن نجاحي اليوم هو امتداد لنجاحه هو.”

هذا الوفاء الأبوي تجلى في مسيرة ابتهال التعليمية، فقد اختارت أن تحمل شعلة اللغة، وتواصل ما بدأه والدها من غرس العلم والقيم في النفوس. ومع التحديات التي واجهتها كأي معلمة شابة تسعى لإثبات ذاتها، كانت إرادتها قوية، يقودها هدف سامٍ: أن تترك أثرًا، كما ترك والدها.

من خلال دروسها التفاعلية، وجلسات التدريب الفردية، ومقاطع الشرح المبسطة عبر الإنترنت، استطاعت أن تنال ثقة أولياء الأمور والطلاب على حد سواء. ويُشهد لها بقدرتها على تبسيط أعقد القواعد بطريقة محببة ومشوقة، مستخدمة أدوات بصرية وسمعية تناسب مختلف الأنماط التعليمية لدى الأطفال.

كما تسعى إلى تطوير نفسها باستمرار، وتحرص على حضور المؤتمرات التربوية والدورات التدريبية في أحدث أساليب تدريس اللغة الإنجليزية، خاصة تلك المتعلقة بالصوتيات والفونكس، وهو مجال يتطلب دقة لغوية عالية، وملكة تربوية مرنة، تمتلكهما بامتياز.

إلى جانب تميزها الأكاديمي، تعرف بين زملائها بروحها الطيبة، وتواضعها، وحرصها الدائم على مساعدة غيرها من المعلمين الجدد، حيث ترى أن “العلم لا يُحتكر، وإنما يُنشر”. وتخطط في الفترة القادمة لإطلاق برنامج تدريبي خاص يساعد المعلمات الجدد في تعلم أسس الجرامر والفونكس بطريقة احترافية وسهلة التطبيق.

وفي مشهد يتكرر يوميًا، ما زالت الأستاذه ابتهال تنظر إلى صورة والدها في ركن مكتبها، وتهمس: “كل خطوة بنجاحي من نورك يا أبي”.

هي قصة ابتهال متولي عبد الحميد، ليست فقط قصة مدرسة ناجحة، بل إنسانة تحمل إرثًا من القيم، وشغفًا لا يخبو، ورسالة تعليمية وإنسانية خالدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى