مقالات

تكتب فصولًا جديدة في تاريخ العطاء والقيادة والكفاءة “إنچي علاء” صنعت من الإيمان بالإنسان طريقًا للتغيير الحقيقي

في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتزايد فيه الضغوط النفسية والاجتماعية، تبرز شخصيات إستثنائية تسعى لتكون مصدر نورٍ وأملٍ للآخرين. ومن بين تلك الشخصيات اللامعة تأتي إنچي علاء، التي استطاعت أن تجمع بين الثقافة، والقيادة، والإنسانية في مسيرة مهنية وإنسانية ملهمة تستحق أن تُروى.

ولدت الأستاذة إنچي في قلب الإسكندرية، المدينة التي تحمل عبق التاريخ وجمال البحر، وتخرجت في كلية الآداب قسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية، جامعة الإسكندرية. ورغم دراستها الأكاديمية المرتبطة بالماضي العريق، فإن طموحها لم يتوقف عند حدود التاريخ، بل اختارت أن تصنع تاريخها الخاص عبر رحلة إنسانية عصرية تهدف إلى صناعة التغيير وبناء الإنسان. واليوم، تقيم إنچي في القاهرة، حيث تدير من هناك واحدة من أهم المؤسسات التعليمية والتنموية في المنطقة.

تشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي والمؤسس (CEO & Founder) لـ المنظمة الأوروبية للتعليم (European Organization for Education – EOE)، وهي مؤسسة تهدف إلى تطوير التعليم والتدريب المهني والأكاديمي بما يتواكب مع المعايير الأوروبية الحديثة. ومن خلال هذه المنظمة، تعمل إنچي على بناء جسور من التعاون بين المؤسسات التعليمية في أوروبا والعالم العربي، بما يضمن تبادل الخبرات، ورفع كفاءة الكوادر الأكاديمية، وتمكين الشباب بالمهارات التي تؤهلهم لسوق العمل العالمي.

لكنها لم تكتفِ بدورها القيادي في مجال التعليم فقط، بل امتدت رؤيتها الإنسانية لتشمل مجال الصحة النفسية، إذ أسست المؤتمر العالمي للصحة النفسية للحد من انتشار انتحار الشباب، تحت عنوان “وجودك هيفرق”، وهو عنوان يحمل رسالة عميقة تعكس فلسفتها في الحياة: أن مجرد وجود الإنسان يمكن أن يُحدث فرقًا في حياة الآخرين.

يُعد هذا المؤتمر من المبادرات الرائدة التي لاقت صدى واسعًا في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، إذ تناول قضية حساسة يعاني منها كثير من الشباب حول العالم، وهي الانتحار الناتج عن الاضطرابات النفسية والعزلة الاجتماعية والضغوط الحياتية.

وقد نجحت من خلال هذا المؤتمر في جمع نخبة من الأطباء النفسيين، والمدربين، وخبراء التنمية البشرية، وصنّاع القرار، والشخصيات العامة، لتوحيد الجهود نحو نشر الوعي بالصحة النفسية، وكسر حاجز الصمت حول المعاناة النفسية التي يعيشها الكثير من الشباب دون أن يجدوا الدعم الكافي.

إلى جانب ذلك، تعمل كـ لايف كوتش معتمد، حيث تقدم محاضرات تهدف إلى مساعدة الأفراد على تحقيق التوازن النفسي، وفهم الذات، وتطوير مهارات التواصل، وإدارة الضغوط. وتؤمن إنچي أن الإنسان لا يمكنه أن يحقق النجاح المهني ما لم يحقق أولاً السلام الداخلي، ولذلك تدمج في برامجها التدريبية بين الجانب العملي والنفسي بطريقة مبتكرة تجمع بين العلم والتجربة الإنسانية.

ما يميزها هو قدرتها على الجمع بين الفكر المؤسسي والرسالة الإنسانية؛ فهي لا ترى التعليم مجرد وسيلة لتلقين المعرفة، بل تعتبره أداة لتغيير المجتمعات وإعادة بناء الإنسان من الداخل. كما أنها ترى في الصحة النفسية حجر الأساس لأي تقدم حقيقي، وتؤمن أن كل إنسان يستحق فرصة ليُسمَع صوته ويُقدّر وجوده.

ومن خلال مبادراتها المتعددة، أصبحت رمزًا للإلهام والأمل للشباب في العالم العربي، وخاصة للفتيات اللاتي يبحثن عن قدوة تثبت أن القيادة ليست منصبًا فحسب، بل مسؤولية ورسالة.

وتطمح إلى توسيع نشاط منظمتها الأوروبية للتعليم لتشمل مزيدًا من الدول العربية، وإطلاق مبادرات دولية جديدة تركز على الصحة النفسية في أماكن العمل والتعليم، حتى يصبح الوعي النفسي جزءًا أساسيًا من ثقافة المجتمعات.

رحلة إنجي علاء هي قصة امرأة مصرية جمعت بين الفكر والرحمة، بين الإدارة والرسالة، بين الماضي الذي درسته والمستقبل الذي تصنعه. قصة تؤكد أن وجود إنسان واحد مؤمن بقضيته يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا… تمامًا كما تقول رسالتها الأبدية:
“وجودك هيفرق.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى