مقالات

جمعت بين التفوق العلمي والرسالة الإنسانية، لتضيء دربًا مليئًا بالحب والعطاء في عالم يحتاج إلى من يمنح الأمل… فكانت هي الأمل ذاته.

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتزداد فيه التحديات النفسية والسلوكية التي يواجهها الأطفال والمراهقون، تبرز نماذج مضيئة تصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الآخرين، ومن بين هذه النماذج الراقية تأتي الدكتورة مروة مغازي، التي اختارت أن تسلك طريق الإنسانية والعلم معًا، لتصبح واحدة من أبرز الأسماء في مجال التخاطب لذوي الاحتياجات الخاصة في الإسكندرية.

تحمل الدكتورة مروة دكتوراه مهنية في التخاطب لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو المجال الذي كرست له سنوات طويلة من الدراسة والتطبيق العملي، ساعية إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النطق والكلام على تجاوز معاناتهم، وتمكينهم من التواصل بثقة مع العالم من حولهم. ولم تتوقف مسيرتها عند حدود التخصص العلمي، بل وسعت آفاقها الأكاديمية بحصولها أيضًا على دبلومة خاصة في الصحة النفسية من جامعة دمنهور، لتربط بين الاضطرابات اللغوية والجوانب النفسية والسلوكية، وتتعامل مع الطفل كحالة متكاملة تحتاج إلى فهم شامل وليس مجرد علاج جزئي.

ومن منطلق إيمانها بأن العلاج لا يقتصر على الجلسات، بل يحتاج إلى بيئة داعمة ومتكاملة، أسست مركز الأمل للتنمية والتدريب في مدينة الإسكندرية، ليكون مساحة حقيقية للأمل كما يحمل اسمه. يقدم المركز برامج متخصصة في تنمية مهارات الأطفال، وعلاج صعوبات التعلم، والتخاطب، والتأهيل النفسي والسلوكي. وتؤمن الدكتورة مروة أن كل طفل لديه القدرة على التميز، فقط يحتاج إلى من يكتشف تلك الطاقة الكامنة بداخله ويصقلها بالعلم والحب والصبر.

ولا تقتصر رسالتها على الأطفال فحسب، بل تمتد لتشمل المراهقين، تلك الفئة العمرية الحساسة التي تحتاج إلى وعي عميق بأساليب التعامل النفسي والتربوي. لذلك، صممت وقدمت كورسًا مميزًا في تربية المراهقين وسيكولوجية التعامل معهم، مستندة إلى أحدث النظريات في علم النفس التربوي، وإلى خبرتها الميدانية الطويلة في التعامل مع مختلف الحالات. يهدف الكورس إلى مساعدة الأهالي والمعلمين على فهم المراهقين، والتقرب إليهم بذكاء عاطفي ووعي، بعيدًا عن الصدام والتوتر الذي يرافق عادة تلك المرحلة العمرية.

كما تعمل كـ كوتش متخصص للأطفال والمراهقين، حيث تقدم جلسات فردية وجماعية تركز على تطوير مهارات التواصل، وتعزيز الثقة بالنفس، والتعامل مع الضغوط النفسية بطريقة صحية. وتؤمن أن كل طفل يحتاج إلى من يسمعه قبل أن يوجهه، وأن الإصغاء هو الخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي.

يتميز أسلوبها في عملها بالجمع بين العلم والإنسانية؛ فهي لا تقدم جلسات علاجية فقط، بل تزرع في قلوب الأطفال والأهالي الأمل في غدٍ أفضل. وتعمل على تدريب الأمهات والمعلمين على كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمراهقين بأسلوب قائم على الفهم والتقبل، لا على العقاب والرفض.

كما يضم مركز الأمل فريقًا من المختصين في مجالات متعددة، بإشراف مباشر منها، ليقدموا برامج تنمية شاملة تساعد الطفل على التطور لغويًا ونفسيًا وسلوكيًا في بيئة محفزة وداعمة.

وتؤكد أن رسالتها الحقيقية هي “بناء إنسان قادر على التكيف والنجاح، مهما كانت التحديات”. وهي تسعى باستمرار إلى تطوير نفسها ومركزها من خلال حضور المؤتمرات وورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة في التربية الخاصة والصحة النفسية.

وفي مجتمع يزداد وعيه تدريجيًا بأهمية الدعم النفسي والتربوي، تعد الدكتورة مروة مغازي واحدة من الرموز الملهمة التي اختارت أن تضع بصمتها في حياة الأطفال والأسر، ليس فقط بعلمها، بل بروحها الطيبة وإيمانها بأن الأمل هو أول خطوة في طريق الشفاء والنمو.

هكذا أصبحت الدكتورة مروة مغازي نموذجًا للمرأة المصرية الطموحة، التي جمعت بين التفوق العلمي والرسالة الإنسانية، لتضيء دربًا مليئًا بالحب والعطاء في عالم يحتاج إلى من يمنح الأمل… فكانت هي الأمل ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى