مقالات

“إسراء مياح “معلمةً آمنت بأن رسالتها لا تتوقف عند باب المدرسة، بل تمتد إلى كل قلبٍ جعلته يؤمن بأن العلم نور، والتعليم رسالة، والمعلم هو من يُشعل شمعة الأمل في طريق الأجيال القادمة.

 

في محافظة السويس، حيث تمتزج عبقرية البحر الأحمر بنقاء الصحراء، تتألق شخصية تربوية مميزة استطاعت أن تجعل من التعليم رسالة ومن العلم حياة، إنها الأستاذة إسراء مياح، خريجة كلية العلوم والتربية، ومعلمة مادة الأحياء والعلوم المتكاملة، التي جمعت بين الفكر العلمي والمنهج التربوي لتصنع جيلاً يعشق البحث والاكتشاف.

منذ تخرجها، حملت إسراء على عاتقها رسالة سامية: أن تُعيد إلى مادة العلوم روحها الحقيقية، وأن تجعل الطلاب يرون في كل ظاهرة طبيعية درسًا ممتعًا يستحق التأمل والتجربة. فهي لا تكتفي بالشرح داخل حدود الكتاب، بل تفتح أمام طلابها أبواب الفهم والإبداع، وتربط العلم بالحياة اليومية في أسلوب مبسط وسلس.
تؤمن بأن التعليم ليس حفظًا للمعلومات، بل رحلة استكشاف للعالم المحيط بنا، تبدأ من السؤال وتنتهي بالإجابة التي تفتح بابًا لسؤال جديد.

تُعرف الأستاذة إسراء بين طلابها وزملائها بحيويتها وشغفها الذي يملأ القاعة الدراسية طاقةً وحماسًا. فحين تشرح دروس الأحياء، لا تكتفي بالسبورة، بل تستعين بالتجارب العملية والنماذج التوضيحية والمقاطع العلمية الحديثة، لتقرب المعلومة إلى عقول الطلاب وقلوبهم في آنٍ واحد.

ويقول طلابها عنها إنها “تُحوّل الدرس إلى مغامرة علمية”، إذ تجعلهم يشاركون في التجارب بأنفسهم، فيتعلمون من خلال الممارسة، لا من خلال التلقين.

ولم يقتصر تميزها على الجانب الأكاديمي فحسب، بل امتد ليشمل دورها الإنساني والتربوي؛ فهي تعتبر نفسها أمًّا قبل أن تكون معلمة، تستمع إلى طلابها، وتوجههم، وتدعمهم نفسيًا ومعنويًا، خاصة في أوقات الضغط الدراسي. وقد أثمرت جهودها عن تخريج العديد من الطلاب المتفوقين الذين اختاروا طريق العلم والبحث بفضل تحفيزها الدائم لهم.

وبلقاء خاص معها قائلة:
إن مادة الأحياء هي “لغة الحياة”، وإن تعليمها يحتاج إلى روح الباحث لا مجرد ناقل للمعلومة. فكل خلية، وكل جهاز في جسم الإنسان، وكل تفاعل بيئي يحمل رسالة خفية عن الإبداع الإلهي ودقة الخلق، ومن هنا تنطلق فلسفتها في التدريس، إذ تدمج بين العلم والإيمان، وبين الفكر والمنهج.

ولأنها خريجة كلية العلوم والتربية، فهي تجمع بين الدقة العلمية والرؤية التربوية، ما يجعلها نموذجًا للمعلم العصري القادر على تبسيط أعقد المفاهيم العلمية وجعلها قريبة من أذهان الطلاب في المراحل المختلفة.
كما تسعى دائمًا لتطوير نفسها، فتهتم بحضور الدورات التدريبية وورش العمل الخاصة بالتقنيات الحديثة في التعليم، وتطبق ما تتعلمه في فصولها الدراسية لتواكب متطلبات العصر الرقمي.

إلى جانب عملها في التدريس، تُعد الأستاذة إسراء من الشخصيات الإيجابية في المجتمع التربوي بالسويس، حيث تشارك في الأنشطة العلمية والمسابقات الطلابية، وتحرص على تشجيع طلابها على البحث العلمي والمشاركة في المعارض والمشروعات البيئية، بهدف غرس روح الابتكار والمسؤولية في نفوسهم.
وتؤمن بأن الطالب المبدع لا يُصنع بالحفظ، بل بالحرية والتجربة والتفكير.

ويشهد لها زملاؤها بأنها قدوة في الالتزام والأخلاق والمهنية، فهي معلمة تعرف قيمة رسالتها، وتؤديها بكل حبٍّ وإخلاص. كما يُثني أولياء الأمور على أسلوبها المتميز في التعامل مع أبنائهم، وقدرتها على تحويل الخوف من مادة العلوم إلى حبٍّ حقيقي لها.

تقول في إحدى كلماتها الملهمة لطلابها:

“العلم ليس درجات في كراسة، بل فهمٌ للحياة، وكل اكتشاف صغير هو خطوة نحو مستقبل كبير”.

 

بهذه الروح، تواصل إسراء مياح مسيرتها التعليمية في مدارس السويس، لتبقى نموذجًا يحتذى به في العطاء والإبداع، ومعلمةً آمنت بأن رسالتها لا تتوقف عند باب المدرسة، بل تمتد إلى كل قلبٍ جعلته يؤمن بأن العلم نور، والتعليم رسالة، والمعلم هو من يُشعل شمعة الأمل في طريق الأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى