الدكتورة سوسن سليمان.. نموذج مشرف للطبيبة المصرية التي جمعت بين العلم والخبرة والريادة في مجال الجراحة

في عالم الطب الذي يتطلب دقة متناهية وشغفًا لا ينطفئ، تبرز أسماء مضيئة استطاعت أن تترك بصمة واضحة في مجالات تخصصها، ومن بين هذه الأسماء اللامعة تأتي الدكتورة سوسن سليمان، أستاذ مساعد الجراحة بكلية الطب – جامعة الأزهر، واستشاري جراحات الشرج بالليزر، والجراحة العامة، وأورام الثدي والمناظير الجراحية. استطاعت خلال مسيرتها أن تجمع بين العلم الراقي، والخبرة العملية، والابتكار في الأداء، لتصبح واحدة من الرائدات في مجالها داخل مصر وخارجها.
على مدار ثمانية عشر عامًا من الخبرة المتواصلة في تخصص الجراحة، خاضت الدكتورة سوسن مئات العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، محققة نسب نجاح متميزة جعلتها تحظى بثقة المرضى وزملائها على حد سواء. لم تكن مجرد طبيبة ماهرة، بل باحثة ومبتكرة تسعى دائمًا إلى تطوير الممارسات الطبية بما يتماشى مع أحدث المعايير العالمية في هذا المجال.
وتُعد اليوم من الرواد الأوائل في استخدام تقنية الليزر في جراحات الشرج، حيث كانت من أولى الطبيبات اللاتي تبنين هذا التحول النوعي الذي غيّر مفهوم الجراحة التقليدية في هذا التخصص. فقد ساهمت بفضل خبرتها ودراساتها المتعمقة في تقديم حلول أقل ألمًا وأكثر أمانًا للمرضى، مع سرعة ملحوظة في التعافي، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في التحول من الجراحة التقليدية إلى الجراحات الحديثة القائمة على التكنولوجيا الطبية المتقدمة.
ولأن العلم لا يقف عند حدود غرفة العمليات، فإنها كانت دائمًا حاضرة في ميادين البحث العلمي، حيث نشرت العديد من الأبحاث العلمية المحكمة في مجلات دولية مفهرسة ضمن تصنيف Scopus، تناولت فيها موضوعات متقدمة في مجالات الجراحة العامة، وجراحات المناظير، وعلاج أمراض الشرج بالليزر، إضافة إلى دراسات متخصصة حول أورام الثدي. وقد أسهمت هذه الأبحاث في إثراء المحتوى العلمي العربي والدولي على حد سواء، كما تم الاستشهاد بها في العديد من الدراسات الحديثة.
كما تقوم بدور أكاديمي محوري داخل كلية الطب – جامعة الأزهر، حيث تشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، مقدمةً الدعم العلمي والإرشاد الأكاديمي للباحثين والأطباء الشباب. تمتاز في إشرافها بدقتها العلمية، وحرصها على تنمية مهارات التفكير النقدي والبحثي لدى طلابها، وهو ما جعلها محط تقدير كبير من المجتمع الأكاديمي ومن طلابها الذين يرون فيها قدوة علمية وإنسانية.
كما أن عضويتها في جمعية الجراحين المصرية تضيف إلى رصيدها المهني ثقلًا علميًا وتواصلاً مستمرًا مع أحدث المستجدات في تخصص الجراحة على المستويين المحلي والدولي. وتشارك بانتظام في المؤتمرات الطبية والندوات العلمية، سواء داخل مصر أو خارجها، حيث تقدم أوراقًا بحثية وعروضًا توضيحية حول تجاربها الناجحة في تطبيق تقنيات الليزر والمناظير الجراحية.
وتؤمن بأن الطبيب الناجح هو من يجمع بين العلم والضمير الإنساني، ولذلك تحرص دائمًا على التعامل مع مرضاها بروح من الرحمة والتقدير، واضعة نصب عينيها أن رسالتها الحقيقية لا تقتصر على العلاج الجسدي، بل تمتد إلى دعم المريض نفسيًا وإنسانيًا.
لقد استطاعت الدكتورة سوسن أن تخلق لنفسها مكانة متميزة في عالم الجراحة بفضل رؤيتها المتجددة وشغفها الدائم بالتطور، فأصبحت واحدة من أبرز النماذج النسائية التي تعكس تميز الطبيبة المصرية على المستويين العلمي والعملي. إنها بحق رمز للعطاء والإنجاز، ورسالة فخر للأزهر الشريف، ولكلية الطب، ولكل فتاة مصرية تحلم بأن تترك بصمة في مجال الطب والبحث العلمي.
بمسيرتها الغنية بالعطاء، وأبحاثها الرائدة، وجهودها الأكاديمية والإنسانية، تظل الدكتورة سوسن سليمان شاهدًا حيًا على أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالمثابرة والإخلاص، وأن الريادة ليست هدفًا بل رحلة مستمرة من التطوير والابتكار في خدمة الإنسان والعلم معًا.
