مقالات

نجاحة كان بالإصرار، والعلم، والإبداع الأستاذ الخبير رأفت إبراهيم عبد العظيم..صاحب سلسلة المترجم التعليمية كيف واصل طرق إبداعة بطرق حديثة؟

 

في زمن أصبحت فيه اللغة الإنجليزية مفتاحاً للعلم والنجاح والتطور، يبرز إسم مستر رأفت إبراهيم عبد العظيم، المعروف بلقب “المترجم”، كأحد أبرز الخبراء في تدريس اللغة الإنجليزية للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وأحد الرموز التعليمية التي أضاءت طريق الطلاب والمعلمين على حد سواء. ينحدر مستر رأفت من قرية ميدوم بمركز الوسطى في محافظة بني سويف، لكنه استطاع أن يجعل اسمه يتردد في كل محافظات مصر بفضل منهجه المتميز وفلسفته الفريدة في التعليم.

بدأت رحلة “المترجم” منذ سنوات طويلة حين جمع بين العلم والشغف، فحصل على مؤهل المترجم الفوري من مركز الأهرام للغات بالجيزة، وهو من أبرز المراكز المتخصصة في إعداد الكوادر اللغوية المحترفة. هناك، صقل مهاراته في الترجمة والاستماع والنطق، واكتسب خبرة عملية أهلته لأن يصبح ليس فقط معلماً، بل خبيراً لغوياً قادراً على تحويل اللغة من مادة دراسية إلى تجربة حياتية متكاملة.

عمل مستر رأفت مدرساً للغة الإنجليزية في المرحلة الإعدادية والثانوية، وقدم خلالها نموذجاً مختلفاً للتدريس يقوم على التحفيز، والتفاعل، والتبسيط، والتطبيق الواقعي. فبدلاً من الحفظ التقليدي للقواعد والمفردات، اعتمد على الربط بين الكلمة ومعناها من خلال المواقف اليومية والأمثلة الحياتية، مما جعل الطلاب يشعرون بأنهم يستخدمون اللغة لا يدرسونها فقط. هذا الأسلوب المبدع أكسبه حب الطلاب وثقة أولياء الأمور، حتى أصبح اسمه مرادفاً للتفوق في اللغة الإنجليزية في محافظته وخارجها.

لم يكتفِ بالتدريس داخل الفصل، بل امتدت رسالته إلى السادة المعلمين أنفسهم، حيث قام بتأليف سلسلة تعليمية مميزة بعنوان “سلسلة المترجم”، وهي مجموعة من الأدلة التعليمية الموجهة لمعلمي اللغة الإنجليزية في مختلف أنحاء الجمهورية. صُممت هذه السلسلة لتكون مرجعاً عملياً شاملاً يساعد المعلمين على تقديم الدروس بطريقة تفاعلية عصرية، تراعي اختلاف مستويات الطلاب وتطور المناهج الحديثة. وقد لاقت السلسلة انتشاراً واسعاً وإشادة كبيرة من المعلمين والموجهين، لما تتضمنه من أفكار مبتكرة وتمارين واقعية تساعد في إتقان اللغة وتيسير طرق تدريسها.

تميز أيضاً بأسلوبه الإنساني في التعامل مع الطلاب، فهو يرى أن التعليم رسالة قبل أن يكون وظيفة، وأن المدرس الحقيقي هو الذي يبني الثقة في نفوس طلابه قبل أن يلقنهم الدروس. لذلك، كان شعاره الدائم: “اجعل الطالب يتحدث اللغة قبل أن يكتبها”. هذه الفلسفة جعلت الكثير من طلابه يتميزون في مهارات المحادثة والاستماع، ويحققون نتائج متقدمة في الامتحانات المحلية والدولية.

ولأن النجاح لا يأتي صدفة، فقد ظل يطوّر نفسه باستمرار، متابعاً أحدث مناهج وأساليب تدريس اللغة الإنجليزية حول العالم، ومستفيداً من التكنولوجيا الحديثة في التعليم، من خلال الفيديوهات التفاعلية والاختبارات الإلكترونية والتطبيقات التعليمية، ليجعل من حصته تجربة تعليمية ممتعة ومتكاملة.

وفي ظل التحول الرقمي الذي يشهده التعليم في مصر، أصبح “المترجم” من أوائل من دعموا فكرة المدرس الرقمي، حيث ساهم في تدريب العديد من المعلمين على استخدام الوسائل الحديثة في عرض الدروس، مؤمناً بأن المعلم الذي لا يواكب التطور سيفقد تأثيره في عصر السرعة والمعلومة الفورية.

إن قصة مستر رأفت إبراهيم عبد العظيم هي قصة معلم آمن برسالته، وأخلص في عمله، فترك بصمة واضحة في عقول وقلوب طلابه ومعلميه على حد سواء. ومن قرية ميدوم الصغيرة خرج صوت لغوي كبير، استطاع أن يثبت أن النجاح ليس بالمكان، بل بالإصرار، والعلم، والإبداع.

وهكذا، يبقى “المترجم” رمزاً لكل معلم اختار أن يجعل من التعليم فنّاً ومن اللغة جسراً يربط بين العقول والثقافات، رافعاً شعار:
“علّم.. لا لتُدرّس فقط، بل لتُلهِم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى