إسلام شوقي يفتح آفاقًا جديدة للتعلم بأبسط الطرق كيف صنع فارقًا في تعليم مادة الفيزياء؟!

في زمن تتسارع فيه وتيرة التطور العلمي والتكنولوجي، يبرز إسم المهندس “إسلام شوقي” كأحد النماذج الملهمة التي كسرت القوالب التقليدية في التعليم، ونجحت في إعادة الفيزياء إلى واجهة الاهتمام بين طلاب الثانوية العامة. مدرس الفيزياء الموهوب، والمهندس صاحب الرؤية الحديثة في التدريس، استطاع أن يصنع لنفسه بصمة واضحة في عالم التعليم عبر منصته المميزة على يوتيوب “Best Physics” التي يتابعها آلاف الطلاب من مصر والوطن العربي.
ولد إسلام شوقي ونشأ في قلب القاهرة، حيث تشرب حب العلم منذ نعومة أظافره. التحق بكلية الهندسة، وهناك بدأ شغفه بالعلوم الطبيعية يكبر يومًا بعد يوم، حتى أدرك أن الفيزياء ليست مجرد مادة دراسية، بل هي مفتاح لفهم العالم من حولنا. وبعد تخرجه كمهندس، لم يتجه فقط إلى المسار التقليدي لمهنته، بل قرر أن يدمج بين خلفيته الهندسية وحبه للتدريس، ليخوض رحلة جديدة في عالم التعليم.
منذ دخوله ميدان التدريس، لفت الأنظار بأسلوبه المختلف الذي يمزج بين العمق العلمي والشرح المبسط، مع حرصه على جعل الطالب شريكًا نشطًا في العملية التعليمية. لم تكن الفيزياء بالنسبة له مجموعة قوانين جامدة أو معادلات معقدة، بل قصة ممتعة تحكي أسرار الكون، من حركة الكواكب إلى أدق الجسيمات في الذرة. هذا الأسلوب جعل دروسه محط إعجاب الطلاب وأولياء الأمور، وجعلهم يشعرون بأنهم أمام معلم وصديق في آن واحد.
كما لم يكتفِ بحجرة الصف، بل انطلق إلى العالم الرقمي عبر قناته “Best Physics” على يوتيوب، والتي أصبحت منصة تعليمية رائدة للفيزياء لطلاب الثانوية العامة. من خلال هذه القناة، يقدم شروحات متقنة، وأمثلة تطبيقية، وتجارب عملية، بالإضافة إلى نصائح ذكية للمذاكرة وحل المسائل. المحتوى الذي يقدمه يجمع بين الجودة العالية والأسلوب التفاعلي، مما جعلها وجهة مفضلة للطلاب الباحثين عن فهم حقيقي للفيزياء بعيدًا عن الحفظ والتلقين.
بفضل رؤيته الحديثة، أصبح يطبق مبدأ “التعليم للجميع وفي أي وقت”، حيث يستطيع الطالب متابعة الشرح في أي مكان وزمان، وإعادة المشاهدة حتى يتمكن من استيعاب المفاهيم بشكل كامل. كما يولي اهتمامًا خاصًا بالأسئلة الشائعة وأفكار الامتحانات، ما يمنح طلابه ثقة أكبر في مواجهة الاختبارات.
إلى جانب خبرته الأكاديمية، يستفيد من خلفيته كمهندس في تقديم أمثلة من الواقع العملي، تربط الفيزياء بالحياة اليومية. فهو يشرح قوانين نيوتن من خلال مواقف حياتية مألوفة، ويتحدث عن الكهرباء عبر تطبيقاتها في الأجهزة المنزلية، ويتناول موضوعات الموجات والصوت بالاستعانة بالتقنيات الحديثة. هذا الربط العملي جعل الطلاب يدركون أن الفيزياء ليست مجرد مادة دراسية، بل علم حي يحيط بهم في كل تفاصيل حياتهم.
ويؤمن بأن المعلم الناجح لا يقتصر دوره على إيصال المعلومة، بل يمتد ليكون محفزًا وداعمًا للطلاب في مسيرتهم. لذلك، يحرص دائمًا على تشجيعهم، وغرس الثقة في أنفسهم، ومساعدتهم على تجاوز رهبة الفيزياء. كثير من طلابه يؤكدون أنهم تحولوا من الخوف من المادة إلى عشقها بفضل طريقته في التدريس وروحه الإيجابية.
كما يرى أن التعليم في العصر الحديث يحتاج إلى دمج التكنولوجيا بأساليب التدريس، وهو ما يطبقه من خلال الفيديوهات التفاعلية، والجرافيك، والمحاكاة العلمية، فضلًا عن استغلال منصات التواصل الاجتماعي للتواصل مع الطلاب والإجابة عن استفساراتهم بسرعة.
رحلة إسلام شوقي من قاعات كلية الهندسة إلى قلوب طلاب الفيزياء تعد مثالًا حيًا على أن النجاح في التعليم يحتاج إلى شغف، ورؤية، وإصرار على التغيير. واليوم، يستمر في مسيرته، واضعًا أمامه هدفًا واضحًا: أن يجعل الفيزياء مادة محببة وسهلة لكل طالب، وأن يثبت أن المعلم المبدع قادر على صناعة فارق حقيقي في حياة أجيال كاملة.
وبين السبورة والكاميرا، وبين الفصول الواقعية والافتراضية، يواصل إسلام شوقي كتابة فصله الخاص في قصة التعليم الحديث في مصر، مثبتًا أن العلم حين يقترن بالشغف، يتحول من مادة دراسية إلى رحلة ممتعة نحو اكتشاف أسرار الكون.