رانيا الأحمدي.. أول أستاذة جراحة تقود فريقًا نسائيًا وتحدث نقلة نوعية في غرف العمليات
الدكتورة" رانيا الأحمدي " نموذج ملهم للريادة النسائية في عالم الجراحة بطاقم نسائي كامل وتقنيات حديثة تُحدث ثورة في غرف العمليات.

في قلب العاصمة المصرية القاهرة، وُلدت نجمة ساطعة في سماء الطب، سطّرت لنفسها اسماً لامعاً بجهدها وتميّزها، وكسرت الصورة النمطية التي طالما ارتبطت بعالم الجراحة باعتباره حكراً على الرجال. إنها الدكتورة رانيا الأحمدي، أستاذ الجراحة العامة، واستشاري جراحات الثدي والشرج والمناظير، وأول أستاذة سيدة للجراحة العامة في جامعة عين شمس، واحدة من أعرق الجامعات الطبية في الشرق الأوسط.
لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام الدكتورة رانيا، لكنها أثبتت أن الإصرار والطموح قادران على فتح كل الأبواب المغلقة. منذ نعومة أظافرها، كانت تحمل شغفاً واضحاً بالطب، وجاء اختيارها لتخصص الجراحة ليتوج حبها للتحدي والدقة والعمل تحت ضغط. تفوقت في دراستها، وحصلت على الدكتوراه في الجراحة العامة من جامعة عين شمس، لتبدأ بعدها مسيرة علمية ومهنية حافلة بالنجاحات والريادة.
تمكنت الدكتورة رانيا من تخطي كل الحواجز، ليس فقط لتصبح طبيبة متميزة، بل لتحصل على لقب “أول أستاذة سيدة للجراحة العامة” في تاريخ جامعة عين شمس. لقب لم يأت من فراغ، بل من سنوات طويلة من العمل الجاد، والخبرة الواسعة، والحرص على تقديم أفضل ما لديها للمرضى والطلبة على حد سواء.
في سابقة مميزة، شكّلت الدكتورة رانيا فريقًا جراحيًا متكاملاً من السيدات، لتؤكد من جديد أن المرأة المصرية قادرة على خوض غمار أدق التخصصات وأكثرها حساسية. يتكوّن الفريق من طبيبات تخدير، وممرضات، ومساعدات جراحة، يعملن بتناغم مذهل داخل غرفة العمليات، مما يخلق بيئة طبية متكاملة وآمنة، خاصة للنساء اللواتي يفضلن التعامل مع فريق نسائي.
وتُعرف الدكتورة رانيا بخبرتها الواسعة في جراحات الثدي والشرج والمناظير، وهي من أوائل الأطباء الذين استخدموا تقنيات الليزر الحديثة لعلاج البواسير وغيرها من أمراض الشرج، مما يقلل من الألم، ويسرّع الشفاء، ويقلل الحاجة للإقامة الطويلة في المستشفى. هذا التخصص الدقيق جعل اسمها يرتبط بالجودة، والأمان، والراحة النفسية للمرضى، خاصة النساء اللواتي يشعرن بالخجل أو القلق عند التعامل مع أطباء رجال في مثل هذه الحالات.
ما يميّز الدكتورة رانيا ليس فقط علمها وخبرتها، بل روحها الإنسانية، وابتسامتها التي لا تفارق وجهها. تؤمن أن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة، وتحرص على الاستماع للمرضى، وشرح التفاصيل بلغة بسيطة، وبث الطمأنينة في قلوبهم. كثيرون من مرضاها يصفونها بأنها “طبيبة وقلب أم”، يجمعها بالمريض علاقة إنسانية حقيقية، لا تنتهي بانتهاء العملية.
الدكتورة رانيا الأحمدي قدوة ومُلهمة لمئات من طالبات كليات الطب في مصر والعالم العربي، خاصة أولئك اللواتي يحلمن بالتخصص في مجال الجراحة. تشجع تلميذاتها دائمًا على كسر الحواجز، وتؤمن أن الجراحة ليست حكرًا على أحد، بل تتطلب فقط عقلًا دقيقًا، وأيادي ثابتة، وقلبًا قويًا، وهي صفات لا تنقص النساء إطلاقًا.
على الرغم من مكانتها العلمية الرفيعة، لم تتوقف عن تطوير نفسها. تحرص دائمًا على حضور المؤتمرات العلمية، والمشاركة في الأبحاث الطبية الحديثة، وتواكب كل جديد في عالم الجراحة. ولا تزال تسعى لأن تكون جزءاً من ثورة التغيير في المنظومة الصحية بمصر، من خلال دعم تمكين المرأة داخل غرف العمليات، وتقديم نموذج حقيقي للقيادة النسائية في مجال كان ولا يزال من أصعب التخصصات الطبية.
إنها الدكتورة رانيا الأحمدي… امرأة مصرية استثنائية، تكتب كل يوم فصلاً جديداً من النجاح، وتفتح أبواب الأمل لعشرات من النساء، سواء كنّ مريضات يبحثن عن الأمان، أو طبيبات يحلمن بالمجد.