الدكتورة هدى كرم حسن نموذج فريد للطبيبة الشاملة والفنانة الموهوبة التي تجمع بين العلم والإبداع. 

في عالمٍ قلّما يجتمع فيه العلم والإبداع، تلمع الدكتورة هدى كرم حسن كواحدة من الشخصيات المُلهمة التي استطاعت أن تمزج بين العقل العلمي الدقيق وروح الفن النابضة بالحياة، لتكون مثالًا يحتذى به في التميز والتعدد والإنسانية.

بدأت الدكتورة هدى رحلتها المهنية كـ نائب بقسم الأمراض الصدرية بمستشفى جامعة الزقازيق، حيث قدمت خدماتها الطبية بكل إخلاص وكفاءة، مكتسبة خبرة عملية وعلمية عميقة في التعامل مع الأمراض التنفسية المزمنة والحادة.

ولم تقف عند هذا الحد، بل واصلت مسيرتها العلمية لتحصل على ماجستير في طب العائلة من جامعة الزقازيق، حيث اختارت أن يكون محور رسالتها العلمية حول مرضى السكري من النوع الثاني، وهو موضوع شديد الأهمية يمس شريحة واسعة من المجتمع، ويعكس اهتمامها العميق بتقديم رعاية شاملة ومتكاملة للمرضى، لا تقتصر فقط على الأعراض بل تمتد إلى تحسين جودة الحياة والوقاية من المضاعفات المزمنة لهذا المرض الشائع.

واستكمالًا لشغفها في الطب الوقائي والتكميلي، حصلت على دبلومة التغذية العلاجية من Leeds College بإنجلترا، بالتعاون مع جمعية دعم الصيدلي المصري، لتبدأ رحلة جديدة في إحداث فارق حقيقي في حياة المرضى من خلال الغذاء المتوازن كركيزة أساسية في العلاج والوقاية. وقد ساعدها هذا التخصص على ربط الجوانب الطبية بالغذائية، خصوصًا في التعامل مع مرضى السكري، ومرضى السمنة، وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تتأثر بالتغذية.

وفي إطار سعيها لخدمة قضايا الصحة العامة، حصلت أيضًا على دبلومة علاج المدخنين من مركز الحسين للسرطان بالأردن، لتصبح أخصائي علاج مدخنين معتمد، تقدم خططًا علاجية شاملة وداعمة للإقلاع عن التدخين، وتُعالج ليس فقط الإدمان الجسدي، بل أيضًا البعد النفسي والاجتماعي لهذه العادة.

إلى جانب تميزها العلمي والطبي، تألقت الدكتورة هدى في مجال آخر لا يقل إشراقًا، وهو الفن التشكيلي والكاريكاتير. فهي فنانة تشكيلية ورسامة كاريكاتير لها أسلوبها الخاص الذي يمزج بين البساطة والعمق، وبين النقد الساخر والتعبير الصادق. وقد تُوّج هذا الإبداع بتوليها منصب رئيس قسم الكاريكاتير في جريدة “العدد الأول”، حيث قدمت أعمالًا فنية تعكس قضايا المجتمع والإنسان، وتُعالج المشكلات اليومية بقلمٍ واعٍ وريشة تحمل رسائل خفية مليئة بالمعاني.

تميزت لوحاتها الكاريكاتيرية بقدرتها على التطرق إلى قضايا الطب والصحة النفسية والتعليم والمرأة بطريقة فنية مدهشة، تعكس وعيها العميق ومعرفتها المتعددة الأبعاد، مما جعلها تحظى بتقدير واسع سواء في الوسط الصحفي أو الفني أو الطبي.

الدكتورة هدى كرم حسن ليست مجرد طبيبة أو فنانة، بل هي حالة خاصة من العطاء المتعدد. جمعت بين الطب كرسالة، والفن كنبض، والعلم كوسيلة للتغيير. ومن خلال كل هذه الأدوار، تبرهن كل يوم على أن الإنسان القادر على التوازن بين عقله وقلبه هو الأقدر على خدمة مجتمعه وبناء بصمته الخاصة في الحياة.

هي نموذج نادر للمرأة العربية الطموحة، القادرة على الإبداع في كل مجال تخوضه، لتظل قدوة لكل من يسعى إلى التميز الشامل والنجاح الحقيقي.