“فاضل أبو عرب “معلم بروح المفكر وناقد لا يخشى المواجهة ومبدع يجعل للكلمات روحًا جديدة وشاعر يحمل نبض الحياة.

في عالم الأدب والنقد، حيث يتسابق المبدعون لإيصال أفكارهم عبر الحروف، برز اسم الأستاذ فاضل متولي سيد أحمد، الشهير بـفاضل أبو عرب، كأحد الأصوات الفريدة التي تحمل رؤية إستنثنائية. ليس مجرد مدرس لغة عربية، بل هو مفكر وناقد وشاعر وكاتب، إستطاع أن يضع بصمته بجرأة وثقة في فضاء الإبداع.
تخرج الأستاذ فاضل أبو عرب في كلية دار العلوم، حاصلاً على ليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، مما منحه قاعدة معرفية صلبة في مجالات الأدب والفقه والبلاغة والنقد. لكن طموحه لم يتوقف عند حدود المناهج التقليدية، بل تجاوز ذلك ليصبح صاحب رؤية تحليلية عميقة، مستكشفًا ما وراء النصوص، ومستخرجًا الدلالات الخفية التي غالبًا ما تغيب عن القارئ العادي.
لا يقتصر دور الأستاذ فاضل على تدريس قواعد النحو والصرف أو شرح النصوص الأدبية بأسلوب أكاديمي جامد، بل يحرص على غرس حب اللغة العربية في نفوس طلابه، مما جعله يحظى بلقب “الدكتور” بينهم، رغم أنه لم ينل هذا اللقب الأكاديمي رسميًا. فهو بالنسبة لهم ليس مجرد مدرس، بل هو مُلهم فكري وموجه أدبي.
من بين أبرز إنجازاته، إطلاقه لمشروع غير مسبوق في عالم المكتبات الصوتية، حيث لم يكتفِ بمجرد تسجيل النصوص الأدبية والفلسفية، بل أضاف إليها بُعدًا جديدًا يتمثل في التحليل والتعليق وقراءة ما بين السطور واستبطان النص والكاتب. هذه الرؤية النقدية جعلت من صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي محطة ثقافية متكاملة، تجمع بين جماليات السرد الأدبي وعمق التأمل الفلسفي.
على خلاف العديد من المكتبات الصوتية التي تقتصر على قراءة النصوص فقط، جاء مشروع فاضل أبو عرب ليكسر هذا الجمود، مقدمًا تجربة استماع تفاعلية ثرية، تأخذ المستمع في رحلة داخل النصوص، وتساعده على إدراك المعاني الخفية والإشارات الضمنية التي ربما لم يكن ليلتفت إليها بمفرده.
يتمتع فاضل بأسلوب نقدي جريء، لا يهادن ولا يجامل، بل يغوص في جوهر الأعمال الأدبية، محللاً أسلوبها وبنيتها وأبعادها الفكرية. هذا الأسلوب جعله محط اهتمام العديد من متابعيه، الذين يرون في قراءاته النقدية نافذة جديدة لفهم الأدب والفلسفة بعمق مختلف.
لم يكن النقد والتحليل هو الميدان الوحيد الذي أبدع فيه فاضل، بل هو أيضًا شاعر ذو حس مرهف، يعبر عن مشاعره وأفكاره بأسلوب يجمع بين البساطة والعمق. قصائده تتنقل بين الذاتية والتأمل في قضايا المجتمع، مما يجعلها قريبة من قلوب محبيه.
لا يرى الأستاذ فاضل الإبداع كحالة ثابتة، بل هو في حالة تطور مستمرة، يسعى دائمًا إلى تقديم الجديد والمختلف، واضعًا نصب عينيه رفع مستوى الوعي الأدبي والفكري لدى جمهوره.
سواء كنت من محبي الأدب أو عشاق الفلسفة أو الباحثين عن قراءة نقدية ثرية، فإن متابعة الأستاذ فاضل أبو عرب ستكون بلا شك تجربة فكرية ممتعة ومثرية.