أخصائي الصحة النفسية د. كيرلس أشرف:

- أخصائي الصحة النفسية د. كيرلس أشرف:
“أمان الطفل ليس رفاهية… بل حق لا نقاش فيه.”
في ظل تكرار حوادث التعدي على الأطفال، وآخرها واقعة الطفل ياسين، التي أثارت تعاطف المجتمع وغضبه، يتجدد الحديث حول مسؤوليتنا الجماعية في حماية أطفالنا من ذوي الاضطرابات النفسية، والذين قد يشكلون تهديدًا حقيقيًا على براءتهم وسلامتهم.
التحرش بالأطفال: جرس إنذار لا يمكن تجاهله
يقول د. كيرلس أشرف، أخصائي الصحة النفسية، معلقًا على الحادث:
“في البداية، أقول لهذا الطفل البطل: نحن جميعًا بجانبك. مبروك يا ياسين، العدالة أخذت مجراها. وما حدث من هذا المسن المختل نفسيًا لا دين له ولا معنى. لكنه يدفعنا جميعًا لأن نُعيد التفكير في كيفية تثقيف أطفالنا، وكيف نمنحهم أدوات الحماية اللازمة.”
وينطلق د. كيرلس من نقطة جوهرية، وهي أن الوقاية تبدأ من داخل البيت، عبر خطوات تربوية بسيطة لكنها فعالة، نلخصها في سبع نقاط رئيسية:
1. تعليم الطفل أن جسده ملك له
يجب غرس مفهوم “الخصوصية الجسدية” في وعي الطفل منذ الصغر، وأن لا أحد يملك حق لمسه دون إذنه، خاصة في المناطق الحساسة.
2. تشجيعه على قول “لا”
الثقة بالنفس تبدأ من القدرة على الرفض. يجب تعليم الطفل قول “لا” بصوت قوي إذا شعر بأي تصرف غير مريح، دون تردد أو خوف.
3. الحوار المفتوح
الطفل الذي يشعر بالأمان في الحديث مع والديه، سيكون أكثر قدرة على البوح بأي موقف غريب أو مؤذٍ يمر به. لذا، من الضروري الاستماع دون لوم أو توبيخ.
4. دعمه دائمًا
عندما يخبرك الطفل بتعرضه لموقف مزعج، لا تشكك في كلامه، بل صدّقه فورًا، وطمئنه وسانده نفسيًا.
5. تعليم مفهوم المساحة الشخصية
ينبغي توعية الطفل بأن من حقه أن يشعر بالراحة في محيطه، وألا يسمح لأي شخص – حتى لو كان قريبًا – أن يتجاوز هذه المساحة.
6. التوعية المستمرة
تظل الأم خط الدفاع الأول. يجب أن تلاحظ سلوك طفلها، وتحاوره باستمرار، وتزوده بالمعلومات المناسبة لعمره حول الحماية الذاتية.
7. مراقبة التغيرات السلوكية
يشير د. كيرلس إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لتحرش قد يُظهرون اضطرابات في النوم، فقدان الشهية، أو تغيرات مفاجئة في المزاج والسلوك.
الخلاصة:
أمان الطفل يبدأ من كلمة، وينمو مع وعي، ويتجذر بالحب والدعم. كل ما نزرعه اليوم في أطفالنا من ثقة ووعي، سيعود غدًا في صورة أمان نفسي وشخصيات قوية قادرة على المواجهة.
“أمان الطفل ليس رفاهية… بل حق لا نقاش فيه.”