مقالات
أخر الأخبار

الأقصر تتألق بأبنائها ” الدكتور محمود سلطان ” نموذج فريد يجمع بين الطب والعلم والإيمان

في قلب مدينة الأقصر، تلك البقعة التي تنبض بتاريخ مصر العريق وجمال طبيعتها الأخّاذ، بزغ نجم أحد أبنائها المميزين، الذي إستطاع أن يجمع بين علوم الدين وعلوم الطب الحديث، بين حكمة الأجداد ونظريات العلم المعاصر. إنه الدكتور محمود محمد سلطان، الذي يعرفه الناس باسم الدكتور محمود سلطان، وأحيانًا بـالشيخ محمود سلطان، لما يجمعه من وقار العلم ورحانية الإيمان.

ولد الدكتور محمود سلطان وترعرع في مدينة الأقصر، التي ألهمته بعظمتها ومجدها الممتد عبر آلاف السنين، فكان دائمًا يرى في كل حجرٍ من معابدها درسًا، وفي كل نقش من جدرانها حكمة، فشبّ باحثًا عن المعرفة، وسلك طريق العلم من أوسع أبوابه. لم يكتفِ بالحصول على المؤهلات الأكاديمية فحسب، بل سعى لأن تكون دراسته طريقًا لخدمة الناس وتخفيف آلامهم.

حصل على الدكتوراه في الصحة النفسية، وهو مجال بالغ الأهمية في عصر تزايدت فيه الضغوط النفسية، وازداد الوعي بالحاجة إلى الدعم النفسي السليم. واستكمالًا لمشواره العلمي، نال كذلك الدكتوراه في التغذية العلاجية، إيمانًا منه بأن الجسد السليم لا ينفصل عن النفس السليمة، وأن التغذية ليست مجرد أكل، بل علم قائم بذاته يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية والروحية.

ولأن شخصية الدكتور محمود لا تعرف الجمود، فقد أبحر في مجالات متنوعة، فاحترف العلاج بالقرآن الكريم، جامعًا بين الإيمان والعلم، ومتخذًا من كتاب الله نورًا يضيء به دروب من يقصدونه. وهو أيضًا متخصص في الطب البديل والحجامة، وهو علم أصيل يعود بجذوره إلى الحضارة الإسلامية، ويشهد في الآونة الأخيرة إقبالًا كبيرًا من الناس الباحثين عن وسائل طبيعية وآمنة للشفاء.

ورغم انشغاله بمجالات الطب والعلاج، لم يغفل الدكتور محمود سلطان عن واحدة من أهم أدوات الإنسان: الذاكرة. فقد أصبح محاضرًا معتمدًا في علوم الذاكرة، يساعد الناس على تحسين قدراتهم الذهنية، واسترجاع المعلومات، وتنمية التركيز، وهو أمر في غاية الأهمية خاصة للطلاب وأصحاب المهن الفكرية.

ليس غريبًا أن يحظى الدكتور محمود سلطان بحب واحترام الناس، فهو رجل يجمع بين العلم والروح، بين الفكرة والرحمة. تجد في كلماته سكينة، وفي جلساته طمأنينة، وفي علمه فائدة حقيقية تنعكس على حياة من حوله. لم يجعل علمه حكرًا على أحد، بل جعل من نفسه جسرًا يعبر به الناس من الألم إلى الأمل.

كما يؤمن بأن مصر –وخاصة صعيدها– غنية بالكفاءات، وأنه من واجبه كابن للأقصر أن يكون قدوة لغيره، فبدأ بتقديم محاضرات مجانية للشباب، وتنظيم جلسات توعوية عن الصحة النفسية، والتغذية، وأهمية العلاج بالقرآن. كما أنه يشارك في مبادرات مجتمعية تهدف إلى نشر ثقافة العلاج بالحجامة والطب البديل، بطريقة علمية وآمنة.

وفي حديثه عن الأقصر، يقول الدكتور محمود سلطان: “مدينتي ليست فقط عاصمة التاريخ، بل هي منجم للطاقات البشرية، والواجب علينا أن نعيد إليها مكانتها، لا فقط كوجهة سياحية، بل كمنارة علم وثقافة”.

هكذا يتجلى الدكتور محمود سلطان كرمز من رموز الأقصر الحديثة؛ رجلٌ لا يقف عند حدود تخصص واحد، بل يجعل من حياته رسالة متكاملة، تجمع بين الشفاء الجسدي والنفسي، وبين غذاء الروح والعقل، مقدمًا نموذجًا ملهمًا للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى