مقالات
أخر الأخبار

محمد الفقي نموذج للوسطية والوعي القانوني في مصر وصوت العدالة الهادئ وباحث الأسرة المتفاني في قلب القاهرة.

 

في قلب العاصمة المصرية، وبين أروقة المحاكم وبيوت العلم، يسطع إسم محمد الفقي، ذلك الطموح الذي جمع بين علوم الشريعة ومناهج القانون، ليشكل حلقة وصل فريدة بين الدين والقانون، وليصبح أحد أبرز المأذونين الشرعيين والباحثين القانونيين في قضايا الأسرة بمصر.

ولد الأستاذ محمد الفقي في بيئة تُجلّ العلم وتحترم القيم، ما ساهم في تكوين شخصيته المتزنة منذ نعومة أظافره. عشق العلوم الشرعية منذ صغره، والتحق بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، التي تعتبر من أعرق المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي. وهناك، بدأ مسيرته الأكاديمية المتميزة، حيث برز بتفوقه العلمي وفطنته في الربط بين نصوص الشريعة وأحكام القانون المدني.

لم يكتفِ بالحصول على الليسانس، بل واصل رحلته العلمية حتى نال درجة الماجستير في الشريعة والقانون، متخصّصًا في قوانين الأحوال الشخصية، وهو المجال الذي يشكل حجر الأساس في استقرار المجتمع المصري والعربي. وتناول في أبحاثه عدة موضوعات حساسة تمس الحياة اليومية للأسر، مثل الطلاق، النفقة، الحضانة، الرؤية، والولاية، مؤكدًا في كل مرة على أهمية التوازن بين النصوص الدينية والتشريعات الحديثة بما يحقق العدالة والرحمة في آنٍ واحد.

لكن شخصية محمد الفقي لا تكتمل إلا بدوره كمأذون شرعي، وهو الدور الذي أداه بكل أمانة وتجرد. فرسالته لم تكن يومًا مجرد تحرير عقود زواج أو طلاق، بل كان يرى نفسه “مصلحًا اجتماعيًا” قبل أن يكون كاتبًا رسميًا. حيث يتعامل مع كل حالة بخصوصية شديدة، ويستمع إلى أطراف النزاع أو الارتباط بإنصاف، ويحرص دائمًا على الإصلاح قبل الإجراء، مُستلهمًا في ذلك قوله تعالى: “والصلح خير.”

تميّز الفقي بأسلوبه الهادئ وقدرته الفريدة على احتواء الخلافات الأسرية، ما جعله مقصداً للعديد من الأسر التي تبحث عن حل عقلاني ونزيه. لم يكن يومًا متسرعًا في إنهاء الزواج، بل يسعى دائمًا لإصلاح ذات البين ما استطاع، ويسرد في جلساته نماذج من واقع الحياة وقصصًا من التراث الإسلامي تعين الأطراف على التفكير بوعي وهدوء.

ولأن المعرفة لا تقف عند حدود الشهادة، فإن الأستاذ محمد لا يزال يُعدُّ من الباحثين النشطين في مجاله، حيث يواصل نشر المقالات والدراسات عبر المنصات القانونية والمجلات المتخصصة، مساهمًا في تطوير الوعي القانوني والشرعي لدى جمهور عريض. كما يُستضاف في كثير من الفعاليات والندوات التي تناقش قضايا الأسرة والمجتمع، ويُعرف برأيه المتزن والمستنير.

ويُعد من المدافعين بشدة عن توعية الشباب المقبلين على الزواج، مؤمنًا بأن الوقاية خير من العلاج، وأن بناء بيت سليم يبدأ بفهم الحقوق والواجبات. وله في هذا المجال العديد من اللقاءات والندوات التي تهدف لتثقيف المجتمع حول الزواج الرشيد وتربية الأبناء ومسؤوليات الحياة الأسرية.

اليوم، يُعتبر محمد الفقي نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين العلم والعمل، بين الشريعة والقانون، وبين الرحمة والحزم. إنه تجسيد حيّ لفكرة أن العدالة لا تقوم فقط على النصوص، بل على إنسان يفهمها ويطبقها بروح واعية.

وفي وقت تتزايد فيه التحديات أمام الأسرة المصرية، يظل الأستاذ محمد الفقي شعلة أمل ومصدر ثقة لكل من يلجأ إليه، حاملاً في قلبه حب الإصلاح، وفي عقله زادًا من العلم، وفي يده ميزانًا لا يميل.

https://www.elmathoon.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى