
في عالم يعج بالتحديات النفسية والاجتماعية، تبرز الدكتورة إيمان عبد الباقي كواحدة من أبرز الرموز الإنسانية التي كرّست حياتها لنشر النور في دروب الآخرين، حتى لقبت عن جدارة بـ”سفيرة السعادة”. هي ليست فقط استشاريًا في الإرشاد النفسي والتربوي، ولايف كوتش علاقات معتمد دوليًا، بل أيضًا من الأصوات الهادئة المضيئة في عالم الإعلام، كمذيعة في راديو تسعينات إف إم للموسم الرابع على التوالي من برنامجها الجماهيري “سيكولوجية السعادة”.
ولأن السعادة ليست رفاهية بل حق نفسي أصيل، اختارت إيمان أن تجعل منها رسالة حياتها. فبكل حب واحتراف، قامت على مدار سنوات طويلة بمساعدة مئات النساء على استعادة ذواتهن بعد معاناة مع الألم النفسي، والاكتئاب، والعلاقات السامة. وبكل دفء، كانت لهن عونًا في إعادة اكتشاف الحياة من جديد، وتحويل الألم إلى أمل، والمعاناة إلى بصيرة، واليأس إلى طاقة.
ولم تكن رسالتها حبيسة المكاتب أو خلف الشاشات، بل جابت بها المنصات والمجتمعات، من خلال ورش ومحاضرات مجانية عن العلاقات الإنسانية، قدمتها بكل تفانٍ، إيمانًا منها بأن التوعية النفسية حق لكل إنسان، لا ترفٌ يُشترى. كانت هذه الورش بمثابة قارب نجاة للكثيرين، لاسيما النساء اللاتي وجدن فيها الأخت والداعمة والمعالجة.
في شهر رمضان المبارك، لم تغب “سفيرة السعادة” عن جمهورها، بل أطلت عليهم ببرنامج “ونس الروح”، الذي جمع بين الروحانية والعمق النفسي، ولامس قلوب المستمعين بلغة دافئة تجمع بين العلم والإيمان. كان البرنامج فرصة ليتنفس الناس الصعداء وسط زحام الحياة، ويجدوا أنفسهم في لحظة صدق مع الروح.
الدكتورة إيمان ليست مجرد ممارِسة للعمل النفسي، بل هي باحثة أكاديمية من الطراز الأول. فقد حصلت على ماجستير مهني في الصحة النفسية والإرشاد الأسري، بالإضافة إلى دبلومتين في الإرشاد النفسي من كلية التربية – جامعة القاهرة، وتواصل اليوم مسيرتها العلمية كباحثة ماجستير في ذات المجال، حيث تسعى دومًا إلى تطوير أدواتها العلمية لخدمة المجتمع بأساليب حديثة وفعّالة.
كذلك، لم تكتفِ بالممارسة المحلية، بل شاركت في عدة مؤتمرات بورقات بحثية مميزة ناقشت فيها قضايا إنسانية عميقة، كالعلاقات، والأمان النفسي، والتوازن الأسري. وتقديرًا لجهودها العلمية والمجتمعية، تم اختيارها كعضو في اتحاد المعالجين النفسيين العرب، حيث تمثل صوتًا مشرقًا للمرأة العربية الواعية والمتمكنة.
كل من تعامل مع الدكتورة إيمان يشهد لها بالاحتراف والإنسانية، فهي تعرف كيف تنصت، ومتى تتحدث، ومتى تحتضن بالصمت. تعيد صياغة المفاهيم المعقدة بلغة بسيطة، وتمتلك حضورًا روحيًا يمنح من حولها طمأنينة غير مألوفة.
ربما كانت من أبرز نقاط تميزها، أنها تمزج بين العلم والخبرة والإيمان بالإنسان. إنها ترى أن لكل شخص قصة، ولكل ألم سبب، ولكل معاناة مخرج. هذه الفلسفة انعكست على كل محاضرة قدمتها، وكل جلسة أشرفت عليها، وكل كلمة نطقت بها على أثير الإذاعة.
وبين الميكروفون والقاعة الدراسية، وبين قلوب النساء الجريحة وصفحات الكتب، تسير “سفيرة السعادة” بخطى ثابتة، تنشر الحب، وتبني الوعي، وتؤمن أن النفس البشرية تستحق أن تُفهم وتُحتضن لا أن تُدان.
الدكتورة إيمان عبد الباقي… اسمٌ يستحق أن يُكتب في سجلات الذين اختاروا أن يكونوا نورًا في حياة الآخرين، وأن يتركوا أثرًا لا يُمحى في النفوس قبل العقول.