رجل بألف رجل لن تُنسى لأنك ي أبي حاضر في القلوب رغم الغياب كنت منارة خير أطفأها القدر لكن نورها باقٍ

كلما أقبل العيد، أجدني أبحث عنك بين الوجوه، أفتقد صوتك الذي كان يملأ البيت بهجة، وابتسامتك التي كانت تسكن قلبي قبل أن تسكن ملامحك. أبي الحبيب، أيمن سليم، كيف للعيد أن يكون عيدًا بدونك؟ كيف للفرحة أن تطرق أبوابنا وأنت غائب عن مجالسنا؟ أفتقد حضنك الدافئ، يدك التي كانت تمسح على رأسي، كلماتك التي كانت تبث الطمأنينة في روحي. كنت سندي، درعي الذي أواجه به الحياة، ونوري الذي يرشدني في ظلامها.
كنتَ الأب الحنون، الذي لم يبخل يومًا بحبه وعطائه. علمتني معنى الكرامة، معنى الصبر، معنى العطاء بلا مقابل. كنتَ رجلًا عظيمًا في نظري، وستظل كذلك إلى الأبد. كم كنتَ تسهر من أجلنا، كم تحملتَ المشقة لتوفر لنا حياة كريمة، كم ضحيتَ لنكبر ونتعلم ونكون كما تمنيت لنا. لم أشعر يومًا أنك كنت متعبًا، رغم يقيني أن الدنيا أثقلت كاهلك، لكنك كنت دائمًا تبتسم، وكأنك لا تعرف سوى الحب والاحتواء.
رحلت يا أبي، لكنك لم تفارق قلبي، ولم تغب عن روحي. كل زاوية في البيت تروي حكاياتك، كل ذكرى تسكنني تحمل بصمتك. والآن، ها قد أتى العيد، وأنت بعيد عني، لكنك أقرب إليّ من أي وقت مضى. أغمض عينيّ، فأرى صورتك، أسمع ضحكتك، وأشعر بدفء حضورك. اشتقتُ إليك، واشتقتُ لكل شيء كنت تفعله ليجعلني سعيدًا.
دعاء للمرحوم أيمن سليم
اللهم ارحم أبي الغالي، أيمن سليم، واغفر له، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة. اللهم أنر قبره، واجعله في نعيم دائم، وارزقه سعادةً لا تزول، ومغفرةً لا تنقطع. اللهم اجعل عمله الصالح شفيعًا له، وسخر له ملائكةً تأنس وحدته، وتبشره بالفردوس الأعلى.
اللهم اجعل كل لحظة تعب وسهر قضاها من أجلنا في ميزان حسناته. اغفر له ذنوبه، وتجاوز عن سيئاته، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم اجمعني به في جنتك، واجعلنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم لا تحرمني أجره، ولا تفتني بعده، وألهمني الصبر والسلوان. اللهم اجعل دعائي له نورًا يملأ قبره، ورحمةً تروي روحه، وسعادةً تنير طريقه إلى الفردوس الأعلى.
رحمك الله يا أبي، وأسكنك فسيح جناته.