مسيرة علمية مشرّفة للدكتورة “مايسة عبد الوهاب ” سيدة الإنجازات في جراحة الأوعية الدموية والقسطرة التداخلية

في عالم الطب، تبرز أسماء بعينها تشكل فارقًا حقيقيًا في حياة المرضى والمجتمع، ومن بين هذه الأسماء اللامعة، تتألق الأستاذة الدكتورة مايسة أحمد عبد الوهاب، أستاذ جراحة الأوعية الدموية والقسطرة التداخلية بكلية طب البنات – جامعة الأزهر، والتي تُعرف في الوسط الطبي والعلمي باسم “د. مايسة عبد الوهاب”، كواحدة من أبرز الطبيبات العربيات في مجالها، وصاحبة بصمة متميزة في علاج الحالات الدقيقة والمعقدة، خاصة في علاج القدم السكري ودوالي الساقين.

بدأت الدكتورة مايسة مسيرتها العلمية والعملية بعد حصولها على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية طب البنات بجامعة الأزهر عام 2000، ومنذ اللحظة الأولى، سعت لأن تكون أكثر من طبيبة ناجحة؛ أرادت أن تكون نموذجًا للتميز والريادة. التحقت بالجامعة كعضو هيئة تدريس وتدرجت في المناصب العلمية حتى حصلت على درجة الدكتوراه، ثم الزمالة المصرية (البورد المصري) في جراحة الأوعية الدموية والقسطرة التداخلية، لتصبح مرجعًا علميًا وخبيرًا عمليًا في هذا التخصص الدقيق.

لم تتوقف إنجازاتها عند حدود الأكاديمية فقط، بل امتدت إلى الساحة العملية، حيث شغلت العديد من المناصب القيادية، منها توليها رئاسة قسم جراحة الأوعية الدموية بمستشفى الزهراء الجامعي – طب بنات جامعة الأزهر، وهو المنصب الذي أدارت من خلاله وحدة من أهم وحدات العلاج الجراحي في مصر بكفاءة وتميز. كما عملت نائبًا لمدير عام مستشفى الزهراء الجامعي لشئون العمليات، وهو منصب يتطلب دقة عالية في المتابعة والتنظيم، وشاركت كذلك في الإشراف على وحدة مكافحة العدوى بالمستشفى، الأمر الذي يعكس حرصها الدائم على تحقيق أعلى معايير السلامة والجودة في بيئة العمل الطبي.

وإلى جانب دورها الأكاديمي والإداري، فإنها تُعرف بكونها استشارية متخصصة في جراحة الأوعية الدموية والقسطرة العلاجية، بخبرة متميزة في علاج القدم السكري ودوالي الساقين باستخدام أحدث الوسائل مثل الليزر والتردد الحراري، ما يجعلها ملاذًا آمنا للمرضى الباحثين عن العلاج الحديث والدقيق. ولطالما شهد لها مرضاها بحسن التعامل، والدقة في التشخيص، والمهارة في الأداء، والإنسانية التي لا تفارق خطواتها.

وعلى المستوى العلمي، ساهمت في إثراء المعرفة الطبية من خلال نشر العديد من الأبحاث العلمية محليًا ودوليًا، والتي تناولت موضوعات دقيقة ومهمة في مجال جراحة الأوعية الدموية والقسطرة التداخلية، الأمر الذي يجعل لها مكانة رفيعة في الأوساط البحثية والطبية على حد سواء.

كما أنها عضو نشط في الجمعية المصرية لجراحة الأوعية الدموية منذ عام 2004، وعضو الجمعية المصرية لجراحة الأوعية الدموية والقسطرة التداخلية منذ عام 2023، ما يعكس حضورها الفعّال في المؤتمرات والفعاليات الطبية، ومساهماتها في تبادل الخبرات وتطوير هذا التخصص الحيوي. وقد شاركت في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية والمحلية، مما يعكس سعيها الدائم للتطوير ومتابعة أحدث ما توصل إليه العالم في تخصصها.

إن مسيرة الدكتورة مايسة عبد الوهاب تجسد بحق قصة طبيبة مصرية ناجحة، جمعت بين العلم والعمل، بين القيادة والخدمة، وبين التميز الإكلينيكي والعطاء الإنساني. فهي ليست فقط أستاذةً لطالباتها، أو استشارية لمرضاها، بل رمزًا للإلهام لكل من يؤمن بأن التميز لا يعرف حدودًا، وأن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة.

وتبقى د. مايسة عبد الوهاب مثالًا مشرفًا للمرأة المصرية والعربية في المجال الطبي، وعنوانًا للريادة والتفاني في خدمة الإنسان والعلم، حيث تؤكد دائمًا أن العلم حين يُقرَن بالضمير، يُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة البشر.