
في قلب دلتا مصر، وتحديدًا في قرية سماحة التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، وُلد واحد من أبرز أبناء هذه الأرض الطيبة، هو الدكتور السعيد محمد مصطفى مصطفى، المعروف بين أهله ومرضاه باسم “الدكتور السعيد مصطفى”، الذي بات مثالاً يُحتذى في التفاني والعطاء، ومصدر إلهام لكل من أراد أن يصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس من خلال مهنة إنسانية نبيلة، هي مهنة العلاج الطبيعي.
منذ نعومة أظفاره، نشأ الدكتور السعيد مصطفى في بيئة ريفية بسيطة، حيث القيم الأصيلة والروح المصرية النقية، تلك التي تُعلّي من شأن العمل والاحترام والرحمة. ولم تكن رحلته مع التعليم رحلة تقليدية، بل كانت رحلة كفاح حقيقية، شقّ خلالها طريقه نحو التميز العلمي والمهني، حتى تخرج من كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، واحدة من أعرق الكليات في هذا التخصص على مستوى الوطن العربي.
لم يكن مجرد تخرج من الجامعة كافيًا لطموح الدكتور السعيد، فقد حمل على عاتقه مسؤولية خدمة مجتمعه ورد الجميل لأهله وبلده، فقرر أن يعود إلى جذوره، ويعمل في المكان الأقرب إلى قلبه، مستشفى أجا المركزي، كمُتخصص في العلاج الطبيعي، ليضع خبرته الأكاديمية والعلمية في خدمة أهله وأبناء منطقته.
في مستشفى أجا، لم يكن مجرد أخصائي يؤدي واجبه، بل كان ولا يزال شعلة من النشاط والرحمة. اشتهر بين المرضى بابتسامته الهادئة، وصوته المطمئن، وقدرته الفريدة على بث الأمل في نفوس كل من يعاني من ألم أو إصابة. فالعلاج الطبيعي، كما يراه الدكتور السعيد، ليس مجرد جلسات أو أجهزة، بل هو تواصل إنساني عميق، يحتاج إلى استماع حقيقي، وفهم لحالة المريض، واحتواء نفسي قبل أي تدخل علاجي.
كما أثبت كفاءة استثنائية في التعامل مع حالات الشلل النصفي والكلي، الانزلاق الغضروفي، إصابات الملاعب، تأهيل ما بعد الكسور والعمليات الجراحية، إلى جانب اهتمامه الكبير بعلاج كبار السن وتحسين جودة حياتهم عبر برامج مخصصة ومدروسة. كان دائم الاطلاع على أحدث الأساليب العلاجية، ويحرص على تطوير نفسه من خلال حضور ورش العمل والدورات التدريبية داخل مصر وخارجها.
مركز المصطفى للعلاج الطبيعي وعلاج السمنة والنحافة هو صرح طبي متميز أسسه الدكتور السعيد مصطفى، ليكون امتدادًا لرسالته الإنسانية والعلمية في خدمة المجتمع. يقع المركز في موقع متميز بمركز أجا، ويُعد من أبرز المراكز المتخصصة في تقديم خدمات العلاج الطبيعي المتكاملة، إلى جانب برامج فعالة ومجربة في علاج السمنة والنحافة تحت إشراف طبي مباشر.
يتميز مركز المصطفى بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة في مجالات التأهيل الحركي، علاج الإصابات، جلسات الليزر والموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى برامج تغذية علاجية مصممة خصيصًا لكل حالة حسب احتياجاتها الصحية والبدنية.كما يشتهر المركز بروح التعامل الإنساني والخصوصية الكاملة للمرضى، مع التزام تام بتقديم رعاية صحية على أعلى مستوى من الجودة والمهنية.
ويطمح الدكتور السعيد مصطفى من خلال هذا المركز إلى نشر ثقافة العلاج الآمن والفعّال، وتعزيز الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، ليكون مركز المصطفى وجهة موثوقة لكل من يبحث عن التعافي وتحسين نمط الحياة.
ولم يكتفِ بعمله داخل المستشفى، بل امتد تأثيره إلى المجتمع الخارجي، حيث قام بتنظيم حملات توعية للعلاج الطبيعي في المدارس ومراكز الشباب، وكان من أوائل من نادوا بأهمية الوقاية من خلال التمارين اليومية، وتصحيح العادات الخاطئة في الجلوس والحركة، لا سيما بين طلاب المدارس والعاملين المكتبيين.
محبة الناس له لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة لسنوات من العمل المخلص، والتعامل الراقي، والحرص على خدمة المريض قبل أي اعتبار آخر. فقد عرفه الناس طبيبًا لا يغلق بابه أمام محتاج، ولا يتأخر عن تقديم المساعدة لأي حالة، سواء كانت في العيادة أو خارجها.
يحلم بأن يرى العلاج الطبيعي يحتل مكانته المستحقة في المنظومة الصحية، وأن يتم إدراجه ضمن خطط الوقاية والتأهيل على نطاق أوسع، كما يطمح إلى إنشاء مركز متكامل للعلاج الطبيعي في مركز أجا، يكون مرجعًا لأهالي الدقهلية والمحافظات المجاورة.
في زمن نحتاج فيه إلى القدوة الحقيقية، يسطع اسم الدكتور السعيد مصطفى كنموذج للعلم والعمل والإنسانية، ويؤكد أن أبناء القرى يمكنهم أن يصبحوا قادة في مجالاتهم، إذا امتلكوا الإرادة، والإخلاص، وحب الناس.
تحية فخر وتقدير لهذا الطبيب النبيل، ابن سماحة، الذي أثبت أن البساطة لا تتعارض أبدًا مع العظمة، وأن من يعمل من قلبه، يصل دائمًا إلى قلوب الآخرين.