مقالات
أخر الأخبار

عمر حمام أحمد.. أستاذ الأجيال وصاحب أصدق التوقعات الذي أعاد للعلم رسالته وزرع التفوق في عقول طلابه

صاحب أصدق التوقعات وأستاذ الأجيال الذي غيّر مفهوم التعليم الأستاذ "عمر حمام أحمد" الذي أحيا روح التفوق في عقول طلابة.

في عالم يموج بالتحديات التعليمية، وفي وقت بات فيه التعليم مرتبطًا بالماديات والمراكز، يبرز اسم عمر حمام أحمد كأيقونة مضيئة في سماء التعليم المصري، وبالتحديد في مادة الدراسات الاجتماعية والتاريخ للمرحلة الثانوية، حيث استطاع خلال 13 عامًا من العمل الدؤوب أن يرسخ مكانته كواحد من أكثر المعلمين تأثيرًا وحبًا في قلوب الطلاب، بل وأصبح اسمه مرتبطًا دائمًا بـ”أصدق التوقعات” في الامتحانات.

ولد الأستاذ عمر حمام أحمد حاملاً في قلبه شغفًا بالتاريخ وحبًا للتعليم، وتوّج مسيرته العلمية بالحصول على ليسانس الآداب قسم تاريخ بتقدير جيد جدًا، ثم واصل طريق التميز العلمي بدراسة الدبلومة التربوية بتقدير جيد جدًا، ليبدأ بعدها رحلة طويلة من العطاء في المدارس الخاصة، ويصنع بصمة تعليمية لا تُنسى في حياة آلاف الطلاب.

ما يميزه حقًا ليس فقط قدرته اللافتة على توقع أسئلة الامتحانات بدقة متناهية – الأمر الذي جعله محط ثقة الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء – وإنما طريقته الإنسانية والفنية في الشرح، حيث استطاع أن يمزج بين الفن والعلم، مقدمًا المناهج الجافة في صورة مبسطة ومحببة عبر الألحان والأغاني التعليمية، بل ويبدع في مسرحة المناهج وتحويل الأحداث التاريخية إلى مشاهد تمثيلية ممتعة تحفز خيال الطلاب، وتجعل المعلومات تترسخ في أذهانهم بطريقة مبتكرة.

وفي زمن غلب فيه الجانب التجاري على التعليم، قرر أن يسير عكس التيار، ليؤكد من خلال كل ما يقدمه أن العلم رسالة وليس سلعة. ولهذا، أنشأ صفحات تعليمية مجانية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويوتيوب وتيك توك، يقدم من خلالها فيديوهات تعليمية، شروحات مبسطة، مراجعات نهائية، وتوقعات دقيقة، دون أن يطلب من طلابه شيئًا سوى الاجتهاد والسعي نحو الفهم الحقيقي.

لم يكتفِ بذلك، بل يحرص على تقديم حصص مجانية سواء عبر الإنترنت أو على أرض الواقع، ويظل ساهرًا لأجل طلابه حتى ساعات متأخرة من الليل، يصور، يعد، يراجع، ويبتكر، وكل ذلك بإخلاص لا يعرف الكلل. وعندما تسأله عن السر، يبتسم قائلاً: “أنا مؤمن إن بناء شخصية الطالب هو الهدف الأسمى، وإن التعليم الحقيقي هو اللي بيسيب أثر، مش بس بيخرج درجات.”

طلابه لا يحبونه فقط لأسلوبه الجذاب في الشرح، بل لأنهم يجدون فيه المعلم الحنون، والصديق الداعم، والقدوة الملهمة. يعرف كيف يحتوي مخاوفهم، يستوعب مشاعرهم، يشجعهم عند الإحباط، ويحتفل معهم عند النجاح. وهو دائمًا ما يُعرف بين طلابه بقدرته على تحمّل الضغوط النفسية للطلاب وتقديم الدعم المناسب لكل شخصية.

أما استراتيجياته الحديثة في التعليم، فهي قائمة على التنوع والتفاعل والربط بين الماضي والحاضر، معتمدًا على خرائط ذهنية، اختبارات تفاعلية، حكايات واقعية، ومقارنات معاصرة، تجعل الطالب يشعر وكأن التاريخ ليس فقط مادة دراسية بل قصة ممتعة وحياة نعيشها.

ويطمح الأستاذ عمر إلى أن يُعيد تشكيل وعي المجتمع تجاه التعليم، وأن يغرس في طلابه قيمة التعلم للعلم، لا لمجرد الدرجات. وهو يقول دائمًا: “أنا مش مجرد مدرس تاريخ، أنا بعلّم أولادي إزاي يفهموا الدنيا، ويعرفوا هم مين، ويبنوا نفسهم صح.”

هكذا، أصبح عمر حمام أحمد رمزًا للمعلم الحقيقي الذي يُدرّس بعقله وقلبه وروحه، ويبني أجيالًا تعرف قيمة العلم، وتُدرك أن التعليم يمكن أن يكون ممتعًا، إنسانيًا، ومجانيًا أيضًا. فسلامٌ على من وهب عمره ليصنع من كل طالب قصة نجاح جديدة، وبصمة لا تُنسى في كتاب الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى