مقالات
أخر الأخبار

كفاءة نسائية قيادية الدكتورة” روزيت رأفت فؤاد “رحلة صيدلانية تضع بصمتها ملهمة تبرهن أن كفائتها ليست لها حدود.

في قلب صعيد مصر، وتحديدًا في محافظة سوهاج، وُلدت قصة نجاح ملهمة بطلتها الدكتورة روزيت رأفت فؤاد، الصيدلانية المتميزة التي أثبتت أن الطموح والمعرفة لا يعرفان حدودًا، وأن النجاح يبدأ من الإيمان بالقدرات الشخصية والسعي المستمر نحو التميز، مهما كانت نقطة الانطلاق.

تخرجت الدكتورة روزيت من كلية الصيدلة عام 2007، حاملة على عاتقها حلمًا بأن تُحدث فرقًا حقيقيًا في مجال الرعاية الصحية، ليس فقط في محيطها المحلي، بل على مستوى أوسع. بدأت مسيرتها المهنية بإصرار على الجمع بين المعرفة الأكاديمية العميقة والتطبيق العملي الدقيق، لتتجه لاحقًا نحو تخصص الصيدلة الإكلينيكية، حيث وجدت شغفها الحقيقي في دعم المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية عبر التفاعل المباشر مع الفريق الطبي.

وفي عام 2016، حصلت على البورد الأمريكي في العلاج الدوائي (Pharmacotherapy)، أحد أبرز الشهادات العالمية في المجال، مما عزز مكانتها كأخصائية في الصيدلة الإكلينيكية قادرة على اتخاذ قرارات دوائية مبنية على الأدلة والبروتوكولات الحديثة.

لم تكتفِ الدكتورة روزيت بتطوير نفسها أكاديميًا فقط، بل امتلكت شغفًا بنقل المعرفة للآخرين. ففي عام 2021، أصبحت مدربة معتمدة لبرنامج UpToDate، أحد أقوى المراجع الطبية العالمية، لتسهم في تدريب الأطباء والصيادلة والممرضين على استخدام المصادر الحديثة لاتخاذ قراراتهم الإكلينيكية بدقة وفعالية. هذا الدور لم يكن مجرد تدريب، بل رسالة لتغيير ثقافة الاعتماد على المعلومة الصحيحة الموثقة في بيئة العمل الطبي.

وفي نقلة نوعية أخرى في مسيرتها العلمية، حصلت على منحة من جامعة هارفارد للأبحاث الإكلينيكية عام 2022، وهي واحدة من أرقى المنح في العالم، مما أتاح لها التعمق في طرق البحث والتحليل الإكلينيكي، والمشاركة في دراسات وأبحاث تصب في تطوير نظم العلاج والرعاية الصحية حول العالم.

ولأن العلم لا يكتمل دون ممارسة، فقد عملت الدكتورة لمدة أربع سنوات في أكاديمية SCOPE BPS، وهي واحدة من المؤسسات المتخصصة في تدريب وتأهيل الصيادلة للحصول على الشهادات الدولية، وساهمت من خلالها في تخريج دفعات من المهنيين المؤهلين عالميًا.

ومن أبرز المحطات التي تعكس تميزها الدولي، عملها مع ممرضة أمريكية متخصصة في التمريض الإكلينيكي (Nurse Practitioner)، حيث ساهمت في تصميم أسئلة امتحانات التمريض الإكلينيكي في أمريكا، وهو إنجاز فريد يضعها في مصاف الخبراء العالميين، ويبرهن على قدراتها الأكاديمية واللغوية والفنية العالية.

ولم تغفل الدكتورة روزيت عن مستقبل المهارات الرقمية، حيث حصلت على منحة “يوداستي” من وزارة الاتصالات المصرية، والتي أهلتها للتعامل مع أدوات التسويق الرقمي باحترافية. وبالفعل، أصبحت مسوقة إلكترونية ناجحة، استطاعت من خلالها الترويج للمحتوى الطبي والتعليم الصيدلي على منصات متعددة، مما زاد من تأثيرها وانتشارها على نطاق واسع.

تمثل الدكتورة روزيت رأفت فؤاد نموذجًا حقيقيًا للمرأة المصرية الطموحة، التي لا تكتفي بالنجاح في مجالها، بل تسعى للتأثير في محيطها والمساهمة في نهضة التعليم والرعاية الصحية محليًا وعالميًا. بين الصعيد العريق وهارفارد المرموقة، سطّرت روزيت اسمها بحروف من نور، لتكون قدوة لكل من يؤمن بأن العلم والعمل والإصرار قادرون على صنع المعجزات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى